الاثنين، 16 أبريل 2018

شهر شعبان (1)


* سبب تسميته بـ شعبان

قال بن حجر - رحمه الله - : سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه

أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك . أهـ

( الفتح 4/251 )



فضل اتباع السنن (التطوّع) :

مارواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ

عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ

إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي

يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي

لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ

تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ )



فضل ليلة النصف من شعبان:

ثبت في فضلها حديثان صحيحان ثابتان إلى المعصوم صلوات ربي

وسلامه عليه.

أما الأول: فحديث أبي ثعلبة أخرجه الطبراني وغيره يقول عن النبي

صلى الله عليه وآله وسلم:

( إذا كانت ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى جميع خلقه فيغفر

للمؤمنين ويملي للكافرين, ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ) .

وأما الحديث الثاني:

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو عند ابن حبان في صحيحه يقول

صلى الله عليه وسلم :

( يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع

خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ).

الحكمة من اكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صيام شعبان:



تقول أقرب الناس إليه وأحبها إلى قلبه أمُّنا عائشة رضي الله عنها

وأرضاها في المتفق على صحته:

( ولم أره أكثر صيامًا منه في شعبان )

لم يكن يصوم صلى الله عليه وسلم من الأشهر ما يصوم من شعبان

يستقبل به شهر الصيام والعبادة.



فكثير من الناس الذين لا يعرفون الصيام إلا في رمضان في أول أيام

الشهر يصابون بدوخة, وبعضهم بإغماء, ويثقل عليهم الصيام لأنهم

ما تعودوا عليه ولا رغبوا فيه, فهذه فرصة مباركة معاشر المؤمنين

يقول أنس:

( ما كان صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام قط مثل حرصه

على صيام شعبان ).



عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله:

لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال :

( ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان،

وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن

يرفع عملي وأنا صائم )

[رواه النسائي].

فبين صلوات ربي وسلامه عليه سبب إكثاره من الصيام في

هذا الشهر المبارك.

قال ابن رجب في بيان وجه الصيام في شعبان:

وفيه معانٍ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما

اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس

بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل

من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلكة

قال: وفي قوله:

( يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان )

إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص

قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً، أو لخصوصية فيه لا يتفطن

لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوِّتون تحصيل فضيلة ما ليس

بمشهور عندهم


والمعنى الثاني المذكور في الحديث هو أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال

إلى رب العالمين، فكان صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يُرفع عمله وهو صائم.

وذكروا لذلك معنى آخر وهو التمرين لصيام رمضان، قال ابن رجب:

وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتمرين على

صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة،

بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذّته،

فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق