الاثنين، 16 أبريل 2018

قريبتي مصابة بالفصام


♦ ملخص السؤال:

فتاة قريبتُها أُصيبتْ بالفصام، ولا تستطيع علاجها،

وتسأل: ما التشخيص والعلاج المناسبان؟



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديَّ قريبة كانتْ تعمل معلِّمةً حدثتْ لها حالةٌ غريبة، وأريد أن أعرفَ

هل هذا مرض نفسي أو لا.

منذ 8 سنوات أصبحتْ غير واعية بما حولها ولا تدري ما تفعل،

وتتذكَّر الماضي، وتطلُب مجيء أشخاص لرُؤيتهم، وتودُّ رُؤية

معارفها القدامى، ورؤية الأطفال الذين قامتْ بتدريسهم، وتبكي

بكاءً مفاجئًا، وتخاف مِن كل شيءٍ، وتطلب مِن أحدنا أن يكون معها!

تتذكَّر الأشياء السيئة التي قامتْ بفِعْلها، وتندم ندمًا شديدًا وتبكي على

ما فات، وتتخيَّل وجود أشياء وأشخاص غير موجودين، وتتحدث كثيرًا

في أشياء لا تُفهم، كذلك تتحدَّث مع نفسها، وفجأةً تضحك، ولا تأكل

ولا تنام، وتمشي طوال الوقت.

عندما ذهبتْ إلى الطبيب النفسي رفضت الحديث، ولا نستطيع علاجها

فنرجو منكم المشورة والتشخيص المناسب، بارك الله فيكم.

الجواب

الحمدُ لله الذى بنوره تتم الصالحات، وبذِكْرِه تُقضى الحاجات.

نبدأ مستعينين بالله في حل المشكلة.

التشخيص:

مرض عصابي ودرجة مِن درجات الفصام.

العلاج:

معرفي سلوكي، ويقوم على تنمية الجانب الإيجابي من الشخصية

، وإعادة تنظيم الشخصية عن طريق تصحيح الأفكار والتعلم،

وعن طريق إشباع حاجات المريض، وتنمية بصيرته، وإعادة الثقة

بالنفس، مع التركيز دائمًا على أهمية العودة إلى العالم الواقعي،

ومحاولة اكتساب مهارات اجتماعية جديدة؛

مثل: اكتساب صداقات جديدة في حالة وجود الوعي الكامل للمريض،

ومحاولة شغل أوقات الفراغ بأنشطةٍ؛ مثل: ممارسة الرياضة،

أو قراءة الكتب، واهتمام أفراد الأسرة والأصدقاء بمساعدة المريض

على تخطِّي هذه المرحلة، وجعله يشعُر بالأمان والطمأنينة،

وأنهم يهتمون لأمره، خاصة أثناء حدوث الحالة.

ويجب عدم توجيه اللوم للمريض، وأن يَنصحوه بالتماسُك والقوة،

وأيضًا في حالة وجود الوعي الكامل على المريض قراءة القرآن

بصورةٍ منتظمةٍ، وأداء الصلاة بشكل منتظمٍ.

ويمكن اللجوء للعلاج النفسي الجمعي، بالتحدث مع بعض الأشخاص

المصابين بمثل هذه الحالة، وتناقل الخبرات فيما بينهم،

وهذا يُساعد على إعادة التواصُل مع الآخرين.

ومِن مزايا هذا العلاج أنه لا يكتفي بإزالة الأعراض، بل يُحوِّل

هذه الأزمة المرَضية إلى فرصةٍ إيجابيةٍ لاستِكمال نمو الشخصية.


واللهُ هو الشافي المعين

مع عظيم الشُّكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق