الجمعة، 20 أبريل 2018

شهر شعبان (5)

الوقفة الرابعة:
أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى
يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع والغلو
في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان )
فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون
رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في
هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا،
أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما له تعلق بهذا أيضا،
حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه:
من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم.
ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه
هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه
بنية الاحتياط قال: صلى الله عليه وسلم:
( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه ).

فهذا في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض،
وأنه من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا،
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ).

بدع شهر شعبان:

أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه
المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة.
وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء
مختلفة كلها باطلة وموضوعة.
* صلاة البراءة :
وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة .
* صلاة ست ركعات :
بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس .
* قراءة سورة { يس } والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم
( اللهم يا ذا المن ، ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإكرام .. )
* اعتقادهم ان ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر .. قال الشقيري :
وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين .
أهـ ( السنن والمبدعات 146 )
وذلك لقوله تعالى
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
وقال تعالى
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان .
* تاريخ حدوث هذه البدعة
قال المقدسي :
( وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ قدم علينا في بيت المقدس رجل
من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء وكان حسن التلاوة ، فقام يصلي في
المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان ، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف
ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة .. )

الباعث على انكار البدع والحوادث 124-125
قال النجم الغيطي :
إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن
أبي مُليكة وفقهاء المدينة وأصحاب مالك وقالوا : ذلك كله بدعة .
أهـ ( السنن والمبتدعات للشقيري 145 )
الأمر الخامس:
أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها
ما يكون في العام.
وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر
الأمر السادس: أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف
يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق