الجمعة، 4 يناير 2019

متفرقات في الاستغفار (2)

من عجائب الاستغفار

عن الحسن يقول :

( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم،

وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، أينما كنتم؛

فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة ) (التوبة) .



عن يونس بن عبيد قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول :

( إنكم تكثرون من الذنوب، فاستكثروا من الاستغفار؛ فإن العبد إذا

وجد يوم القيامة بين كل سطرين من كتابه استغفارًا سره مكان ذلك )

(التوبة) .



روى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال : سمعت رجلاً في السحر

في ناحية المسجد يقول : يا رب، أمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي ,

فنظرت فإذا هو ابن مسعود رضى الله عنه .



قلت - والكلام للقرطبي: فهذا كله يدل على أنه استغفار باللسان مع حضور القلب

( تفسير القرطبي) .



وروى مكحول عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :

( ما رأيت أكثر استغفارًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .



وقال مكحول : ما رأيت أكثر استغفارًا من أبي هريرة رضى الله عنه،

وكان مكحول كثير الاستغفار .



قال علماؤنا : الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت

معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان (تفسير القرطبي) .



عن ابن المبارك عن الأوزاعي قال : قال إبليس لأوليائه : من أي شيء

تأتون بني آدم ؟ فقالوا : من كل شيء , قال : فهل تأتونهم من قبل

الاستغفار ؟ فقالوا : هيهات ذاك شيء قُرِنَ بالتوحيد , قال : لأبُثَّنَّ فيهم

شيئًا لا يستغفرون الله منه , قال : فبث فيهم الأهواء (سنن الدارمي) .



قال الفضيل : ( يقول العبد أستغفر الله، وتفسيرها أقلني )

(تفسير القرطبي) .



قال الألباني رحمه الله تعالى في الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم :

( لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون فيغفر لهم ):

وليس المقصود من الحديث وأمثاله الحضَّ على الإكثار من الذنوب

والمعاصي ولا الإخبار فقط بأن الله غفور رحيم؛ وإنما الحض على الإكثار

من الاستغفار ليغفر الله له ذنوبه؛ فهذا هو المقصود بالذات من

هذه الأحاديث، وإن اختصر ذلك منه بعض الرواة

(السلسلة الصحيحة، مختصرة) والله أعلم .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق