السبت، 5 سبتمبر 2020

القهقهة والحديث في المساجد بأمور الدنيا

القهقهة والحديث في المساجد بأمور الدنيا


السؤال:
في الحقيقة أنه كثيراً ما يحدث في المساجد، يقول: هناك أشخاص بما فيهم
مؤذن المسجد يتحدثون في روضة المسجد بغير أمور الدين، وأحياناً
يقهقهون بصوت مسموع يؤذي المصلين، وعند نصحي أخذوا يجاهرون،
هل هذا جائز أم لا؟ وماذا يترتب عليهم وفقكم الله؟

الجواب:
لا ريب أن المساجد لم تبن للقيل والقال، وحديث الدنيا، والسواليف الباطلة،
والقهقهة ونحوها لا، إنما بنيت لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن، وبيان
العلم، فالذين يجلسون في المساجد سواء في الروضة أو في غيرها، الواجب
عليهم أن يتأدبوا بالآداب الشرعية، ويتباعدوا عما يخالف ما بنيت له
المساجد، لكن إذا كان التحدث قليلاً في أمور الدنيا فلا كراهة، إن قليلاً،
أما إذا كثر فيكره، أقل أحواله الكراهة، وهكذا القهقهة إذا كانت قليلاً
أو تبسماً فلا بأس، فقد كان الصحابة وأرضاهم يتحدثون مع النبي
صلى الله عليه وسلم في المسجد في أمور الجاهلية، فربما ضحكوا وتبسم
عليه الصلاة والسلام، فالضحك إذا كان لأمر شرعي، أو لأمر يتعجب منه
من أمور الجاهلية، أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي توجب الضحك، في
غير لعب وفي غير امتهان للمساجد، بل لأمر عارض كالأحاديث التي تعرض
بين الناس في التاريخ ونحوه هذا لا بأس به، أما أن يتخذ المسجد موضعاً
للقيل والقال، والسوالف، والقهقهة ونحوها لا، أقل أحواله الكراهة،
أما الشيء العارض فلا بأس به، قهقهة عارضة عند مرور شيء يتعجب
منه في التاريخ أو غيره، أو تحدث بينهم حصل منه ما يدعو إلى الضحك،
هذا لا حرج فيه إذا كان قليلاً. نعم.

المقدم: لكن المستمع عبد المحسن المنصور يقول: إنني عندما وجهت
النصح لهؤلاء أخذوا يجاهرون، وربما أنهم تكلموا عليه أيضاً؟

الشيخ: هذا من جهلهم، هذا غلط، بل الواجب أن يشكروه ويدعوا له،
ويقولون: أحسنت ونحو ذلك، ولا يقابلونه بالإساءة، ولكن الجهل قد يوقع
أهله في أشياء من الشر؛ بسبب قلة بصيرتهم.

المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق