الجمعة، 16 أبريل 2021

غصون رمضانية ( 003 – 030 )

 
غصون رمضانية ( 003 – 030 )


عبدالله بن عبده نعمان


نزل الضيف الكريم فاهتز الكون فرحًا وطربًا،

ومادت أغصانُ الإيمان نشوة وسروراً، وابتسمت أرض الطاعات

استبشاراً وجذَلاً؛ فقد آن للكون أن يرى جموعَ المسلمين

بين أعطافه يلبسون حلية الطاعة العامة؛ فتبرق جوانب الحياة

صلاحًا وتقى، ويتثنون سعداء بين أكناف عبادة لا تزورهم

إلا مرة واحدة في العام؛ فيعانقونها عناق الحبيب للحبيب.


وحان للإيمان أن يعلو بنيانه، وتقوى أركانه، وتُجلا قسماته،

وتمشي في المجتمع براهينه وآياته،

فلعله في الشهور الأحد عشر الماضية قد أصيب بجروح المعاصي

وصدوعها، ووهنِ المخالفات وقتَرها.


ونزل برياض الطاعات موعدٌ تنبض فيه بالحياة الكاملة،

فتورق أشجارها، وتمتد فروعها، وتشرق غصونها،

وتفوح أطياب أزهارها، وتتهدل ثمراتها، فلعل أيامها السابقة

قد جلبت لها الذبول والعبوس.


فجاء رمضان لينطلق ركبُ الطاعة إلى مسالك العمل الصالح

نشِطًا مكثِراً، مبيّتًا نية الصيام من الليل، قاصداً بالأعمال التي عزم

عليها وجهَ الله تعالى وحده، غير مشركٍ لأحد فيها- سوى الله

توجهًا وتقربًا، متابعًا فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،

مقتديًا بقوله وفعله وحاله في رمضان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق