السبت، 17 أبريل 2021

كن متيقّظًا تجاه أقدار الله

 

كن متيقّظًا تجاه أقدار الله


{وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ}


العبوديّة التي حصلت ليوسف عليه السلام تظهر في البداية كأنّها شرّ،

ويُظنُّ أنها لا يمكن أن توصل إلى خير، وأنها نهاية المطاف، لكنها في

الحقيقة لم تكن غاية المسألة ولا نهايتها، وإنما كانت من لطف الله تمهيدًا

لخير كثير، وقد مكّنته تمكينا كبيرا.


كان هذا التّمكين بأن جعل له مثوًى كريمًا في منزل العزيز وفي قلبه، وجعل

له تصرّفًا بالأمر والنّهي، وجعل له مكانةً رفيعةً في أرض مصر،

ووجاهةً ومحبّةً في قلوبهم.


مثل هذه البدايات اللّطيفة البعيدة في الزّمن كلّنا نرى مثلها ونعيشها في

حياتنا، فقد يحصل لك اليوم أمر ترى أنّه لا قيمة له، أو ترى أنّ فيه من الشّرّ

ومن ضياع الوقت والجهد ما فيه، ولأنّك لا تعلم الغيب ولا تعرف الخير

يصبح هذا الأمر في نظرك كأنّه نهاية الطّموح، ثمّ يتبين لك بعد مرور الأيام

أن هذا الّذي استنكرته، أو استقبحته، أو ضاقت نفسك به، ما كان إلا تمهيدًا

لخير عظيم، ولتمكينٍ ما كان ليتمّ إلّا بحصول هذا أوّلًا !


هكذا هي حياة الإنسان، يكون فيها الحدَث تمهيدًا لما بعده وليس هو الغاية

في الحياة، إلى أن تكون كلّ الأحداث في حياتنا تمهيدًا لرضى ربّنا علينا،

ولارتفاعنا في درجات جنّات النّعيم.

《سلسلة أدعية الأنبياء》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق