الاثنين، 12 أبريل 2021

موسوعة المؤرخين (26)

 موسوعة المؤرخين (26)


عز الملك المسبحي (الجزء الثالث)
المسبحي الشاعر

هذا وقد كان المسبحي شاعرًا رقيقًا، وله شعر جيد نقل إلينا ابن خلكان شيئًا
منه،، ومنه هذه الأبيات التي رثى بها أم ولده، وهي:

ألا في سبيلِ اللهِ قلبٌ تقطّعا *** وفادحـةٌ لم تبـقِللعينِ مدمعا

أصبرًا وقد حلّ الثرى مَنْ أودّهُ *** فللهِ همٌّ ما أشدَّ و أوجعــا

فياليتني للموتِ قد متُّ قَبْلَها *** وإلا فليتَ المـوتَ أذهَبْنا معـا

ومن شعره أيضًا، هذه الأبيات التي أنشدها على البديهة
حين زاره أبو محمد عبيد الله بن أبي الجوع، الأديب الوراق:

حللْتَ فأحللْتَ قلبي السرورا ***وكادَ لفرحتهِ أنْ يطيـرا

وأمطرَ عِلمكَ سُحُب السماءِ*** ولولاكَ ما كان يومًا مطيرا

تضوّعَ نَشْرُك لمّا وردْتّ *** وعــادَ الظلامُ ضياءً منيـرا

وكان ابن أبي الجوع شاعرًا أديبًا، له أشعار كثيرة
في المراسلات والمعاتبات، وكان نسخه في غاية الجودة.

وللمسبِّحي أيضًا قصيدة رثى بها والده حين تُوفي
بمصر سنة 400هـ، جاء فيها:

خطبٌ يقلُّ له البكاءُ وينطوي *** عنه العزاءُ ويَظْهَرُ المكتومُ

يا دهرُ قد أنشَبْتَ فيّ مخالبا *** بالأســودين لوقعهنّ كلومُ

بأبي فجعْتُ فأيُ ثكلٍ مِثْلُه *** ثكلُ الأبوةِ في الشبابِ أليمُ

قد كنتُ أجزعُ أن يلمَّ بهِ الردَى *** أو يعتريهِ مِنَ الزمانِ همومُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق