الجمعة، 16 أبريل 2021

غصون رمضانية ( 004 – 030 )

 غصون رمضانية ( 004 – 030 )


عبدالله بن عبده نعمان


يا إمام المسجد، أنت ربان السفينة التي يفد إليها المصلون،

وحادي القافلة الذي قدَّمه المتطهرون،

وكبش الكتيبة الذي سوّده المتوضئون، والشامة التي يشرئب إليها

الناظرون، وأنت في نعمة عظيمة، ووظيفة شريفة، إذا قمتَ بحقها،

وأديت أمانة الله عليك فيها.

فإذا جاء رمضان عظم الخَطب، وزادت التكاليف،

وكثرت الحاجة إلى جهدك، والتفت الناس إلى بضاعتك،

وانتظروا ما تقدمه لهم من عطايا الآخرة، فكنْ في أسنمة الثناء،

ولا ترضَ لنفسك معرّةَ الهجاء.


فقُبيل مجيء رمضان أعدّ البرنامجَ الدعوي النافع المتنوع

الذي تسير عليه في زمان الشهر الكريم،

كما أنها نعمة عظيمة أن يأتي رمضان فيسوق جموعَ الناس

إلى سفينتك التي تنجي الغرقى، وتصل بأهلها إلى بر السلامة،

فبعض الذين تلاطمت بهم أمواج الغفلة واللهو أحد عشر شهراً

لجأوا – راغبين - إلى مركبك، فأحسن استقبالهم،

وأكرم قدومهم بحسن تعاملك، وبذوخ أخلاقك، وسعة صدرك،

وقوة تحملك جهلَهم وضجيجهم ونقدهم واعتراضهم؛

فهم من مؤلفة رمضان؛ فابذل لهم زكاة رِفْقك، وصدقة صبرك.


وحبّب إليهم المسجد وروَّاده بحسن تعليمك، وطيب تربيتك،

ولين جانبك، وصدق نصحك، وحكمة معالجتك للأخطاء،

وجمال ما تلقي عليهم من المعلومات والقالب الذي يوصلها إليهم.

وهيّء الجوَّ المريح في أرجاء مسجدك،

وأزلْ أسباب النفور عنه بقدر استطاعتك.

وزيّن الصلاة بإتقانك للقرآن، وحسن صوتك، وهدوء قراءتك،

وتخفيفك عن الناس إلى حد مقبول.


ونحن نعلم وأنت تعلم أن الحِمل ثقيل، والعبء جليل،

وقد تلقى من الناس مَن لا يقدرك حق قدرك، ولا يشكر لك فضلك وبَذْلك،

بل قد تجد من يسيء إليك، ويلقي متواترَ اللوم عليك،

وأنت سائر على الجادة، قائم بحق المهمة،

فدع ذاك الجفاء والإساءة خلف ظهرك، ويمم نحوَ ثناء الله وثوابه،

على بساط الإخلاص، غير ملتفت إلى مدح المادحين، وإعجاب المعجبين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق