الأربعاء، 4 أغسطس 2021

أسرار الكون بين العلم والقرآن (01)

 أسرار الكون بين العلم والقرآن (01)

بداية القصة
إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة
في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية
من آيات الله، وعندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل: 93].

وقد بدأت قصتي مع هذه السلسلة من الأبحاث عندما كانت تستوقفني آيات
من كتاب الله تعالى لا أجد لها تفسيراً منطقياً أو علمياً، وبعد رحلة من
البحث بين المواقع العلمية وما يجدُّ من اكتشافات في علوم الفلك والفضاء
والكون، إذا بي أُفاجأ بأن ما يكتشفه العلماء اليوم قد تحدَّث عنه القرآن
بمنتهى الوضوح والدقّة والبيان!

عندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة «فضاء»، وذلك
لظنّهم بأن الكون مليء «بالفراغ». ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون
واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً محكماً ومترابطاً،
بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو «بناء».

إنهم بالفعل بدءوا برؤية بناء هندسي مُحكم، فالمجرات وتجمّعاتها تشكّل
لبنات وأساس هذا البناء، وتشترك هذه المجرات مع الغبار الكوني
والدخان الكوني لتشكيل بناء شديد الإتقان.

كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة لم
نعهدها من قبل مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة
غير مرئية سمّوها بالمادة المظلمة، وهذه المادة تملأ الكون وتسيطر
على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً تربط هذه المجرات
بعضها ببعض.

لقد بدءوا يطلقون مصطلحات غريبة أيضاً، فالصور التي رسمتها أجهزة
السوبر كمبيوتر أظهرت الكون وكأن المجرات فيه لآلِئ تزيّن العقد!
لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا.

وفي كل يوم نجدهم يطلقون أبحاثاً جديدة وينفقون بلايين الدولارات في
سبيل هذه الاكتشافات، بل ويؤكدون هذه الاكتشافات عبر آلاف الأبحاث
العلمية التي تطالعنا بها كل يوم مواقع الإنترنت والمجلات
والصحف العلمية

من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
للدكتور عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق