الجمعة، 8 أكتوبر 2021

القرآن والإنسان

 القرآن والإنسان


قال الله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 3]؛ قدَّم الله تعليم القرآن على خلق الإنسان؛ لأنه هو النعمة العظمى والمنة الكبرى؛ لأنه هو مصدر البناء التعبدي والعقدي، والخلقي والنفسي للإنسان، وكأن الإنسان لا وجود له ولا حقيقة له إلا بالقرآن.
القرآن نور: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1].
القرآن بركة: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155].
القرآن هداية: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2].
القرآن شفاء ورحمة: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].
القرآن روح وحياة: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].
القرآن أفضل ما تتعظ به القلوب، وتزكو به النفوس: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45].
على أن القرآن لا يؤتي هدايته وشفائه، وبركته ونوره، إلا لمن أيقن بآياته، واستسلم لتوجيهاته، واتخذه منهجًا وهاديًا ونبراسًا، فترى صاحب القرآن - وهذه حاله - مستبشرًا مطمئنًّا، راضيًا قانعًا، محبًّا للخير، باذلًا للمعروف، محاسبًا لنفسه، مستغفرًا من ذنبه، ذاكرًا لربه، مجدًّا في عمله، راعيًا لأمته، نافعًا لقومه، سَمْحَ النفس، واسع الفكر، نقيَّ القلب، متعاليًا عن الدنايا، بعيدًا عن الرزايا، مجانبًا للإثم والتعصب، مجافيًا للظلم والفجور، خاشعًا قلبه، خائفًا من ربه، مقبلًا على الآخرة، معرضًا عن الدنيا، لا يفرح بها ولا يحزن عليها، رحيمًا كريمًا، محبًّا للناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق