الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

صلة الأخلاق بالتربية والدين

 صلة الأخلاق بالتربية والدين


تبين لنا مما تقدم أن العنصر الجوهري في طبيعة الإنسان هو العنصر العقلي أو الروحي، وإذا كان يتشابه مع الحيوان في اشتراكهما في الشهوات والإحساسات، فإنه يتميز بالعقل. يستطيع بفضله أن يعرف الأشياء كما يستطيع بفضل إرادته تهذيب شهواته بالرياضة والتربية.
وتظهر الوظيفة الأولى للمربي في العمل على تفتيح ذهن الحدث أو الشاب للقيم الخلقية.
والتربية لغويًا: "من ربا يربو إذا زاد ونما. فهي تعهد الشيء ورعايته بالزيادة والتنمية والتقوية والأخذ به في طريق النضج والكمال الذي تؤهله له طبيعته".
وتظهر التربية وللإنسانية الكاملة إذا نظرنا إلى احتياجات وللإنسان المتعددة ومواهبه المتنوعة وأحطنا بقواه وملكاته جميعها لكي نتعهدها بالتنمية والتقوية.
وتتعدد أنواع التربية تبعًا لقوى الإنسان وملكاته، فمنها التربية البدنية لتنمية الجسم وحفظ الصحة، والتربية الأدبية التي تتعهد اللسان وتقومه وتصلح بيانه، والتربية العقلية لتصحيح تفكيره وأحكامه، والتربية العلمية التي تزوده بالمعلومات النافعة والتربية الذهنية التي تساعده على كسب عيشه، والتربية الفنية التي توقظ شعوره بجمال الكون ودقة تنسيقه وتنظيمه، والتربية الاجتماعية وهدفها تنمية روح الإيثار والغيرة ضد الأنانية والتعريف بالنظم والقوانين السائدة بالمجتمع، وهناك أيضًا التربية الإنسانية لتوسيع الأفق والتنبيه إلى الأخوة العالمية. والتربية الدينية للتسامي بالروح إلى الأفق الأعلى بإطلاق. وتأتي التربية الخلقية للتوجيه المستمر للعمل على سنن الاستقامة حتى تتكون العادات الصالحة والأخلاق الحميدة الراسخة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق