الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

 نصائح ذهبية لعلاج المعاصي (04)

 نصائح ذهبية لعلاج المعاصي (04)


- الإصرار على المعصية أخطر من المعصية

في أبحاث عديدة قام بها بعض الخبراء في البرمجة اللغوية العصبية

وجدوا أن ما يفكر به الإنسان له دور كبير في سلوكه وتصرفاته وردود

أفعاله. فعندما نجد شخصاً يفكر دائماً بالسرقة حتى يسيطر عليه هذا

الإحساس فإنه لابد أن يمارس السرقة ولو مرة لأن الفكرة سوف

تصبح حقيقة.على العكس تماماً الإنسان الذي لا يفكر بالسرقة ويفكر

دائماً بأن السرقة حرام وأن عقوبتها كبيرة جداً وأكبر من قيمة الشيء

المسروق بكثير، فإنه لن يمارس السرقة ولو تم تعريضه لأقسى الظروف.

من هنا نستطيع القول بأن الإنسان الذي يقنع نفسه بأنه لن يعصي الله

ولن يرتكب محرماً، فإن هذه الفكرة عندما تتعمق وتتأصل فإنها ستخفض

الرغبة لديه بالمعصية، وسوف يجد نفسه محرجاً لمجرد التفكير

بالمعصية، ومع مرور الزمن سوف يبتعد عن هذه المعاصي،

ولن يستمتع بها أبداً.



يقول العلماء إن أي عمل يقوم به الإنسان هو في الأساس عبارة عن

فكرة، ولذلك فإن الأفكار التي يحملها الإنسان ويعتقد بها تسيطر على

أفعاله وتتحكم بتصرفاته وتحدد سلوكه العملي. ولذلك فإن القرآن ركّز

كثيراً على الاهتمام بالعقيدة الصحيحة وأن الله تعالى قادر على مغفرة

الذنب، وأن الله سوف يساعدك ولن يتركك وحيداً في مواجهة مشاكلك،

وبالتالي فإن هذه الأفكار الإيجابية عندما تتعمق في الدماغ وتتأصّل

فإنها توجه العقل الباطن للإنسان ليقوم بالأفعال الصحيحة.



ولذلك نجد كثيراً من الناس يقولون إنهم لا يستطيعون ترك المعصية وهذا

خارج عن إرادتهم، والحقيقة أن العلاح بسيط وهو أن تعتقد بأن المعصية

سوف توصلك إلى غضب الله وعذابه، وأن طريق المعصية هو أسوأ

طريق وعواقبه وخيمة ونتائجه مدمرة، وأنك قادر على تغيير هذا الواقع

وعندها سوف تشعر بحلاوة الإيمان ولذة ترك المعاصي.وربما نتذكر

نصيحة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أكد لنا أن النظرة

سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافة الله أبدله الله نوراً يجد

حلاوته في قلبه!! ونستفيد من هذا الحديث أن نرسخ فكرة في دماغنا

تقول بأنك يجب أن تترك المعصية مخافة الله تعالى وابتغاء رضوانه،

والله سوف يساعدك ويبدلك نوراً تجد لذّته وحلاوته في قلبك.

من هنا ندرك معنى قوله تعالى:



{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ

فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ

وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

[آل عمران: 135].



- اليقين بأن الله قادر على مغفرة الذنب

من أهم الأشياء النفسية التي ينبغي على المؤمن أن يقنع نفسه بها، أن

الله تعالى قادر على كل شيء، قادر على أن يرزقك وأن يبعد عنك الشر

وقادر على أن يعذبك أو يكرمك... وقادر على أن يغفر لك الذنوب مهما

كانت عظيمة، ولن يكلفه ذلك شيئاً.إن هذه القناعة لها أثر كبير في جلب

الراحة النفسية للإنسان وإبعاده عن الاكتئاب واليأس. وتسهل لك طريق

التوبة والبعد عن المعاصي. وربما نذكر قصة ذلك الرجل الذي أصاب ذنباً

فقال: أي رب اغفر لي، فقال الله تعالى: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب

ويأخذ به؟ فتقول الملائكة نعم يا رب، فيقول قد غفرت لعبدي، ثم يمكث

هذا العبد فيصيب ذنباَ آخر وتتكرر القصة ذاتها مرات... في كل مرة

يستغفر، وفي كل مرة يقول الله تعالى: أَعَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب

ويأخذ به؟ فتقول الملائكة نعم يا رب، فيقول قد غفرت لعبدي فليفعل

ما يشاء!!هذه هي رحمة الله، وهذه هي ثقافة الرحمة التي ينبغي على كل

مؤمن أن يدركها، وأن يعلم أن رحمة الله أوسع بمليارات المرات مما نظن!

فالله تعالى يقول:

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }

[الزمر: 53].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق