الاثنين، 22 فبراير 2016

اضطهاد الطفل في المدرسة

ربما يكون وراء شرود وقلق طفلك، أو تمرده ورفضه الذهاب إلى
المدرسة حكاية حزينة يتردد في إخبارك عنها؛ لأنه يخشى غضبك حين
 تعرفين أنه يتعرض للتحرش والاضطهاد والتنّمر من بعض أقرانه في
المدرسة، وأنه ضحية لما يطلق عليه عالمياً اسم Bullying، وقد يكون
الخوف من اللوم والتقريع هو السبب في معاناته بصمت.
 
 ما معنى الاضطهاد والتنّمر Bullying؟
يأخذ الاضطهاد أوجهاً عديدة أحلاها مر، فهي تسبب التعاسة للطفل
وتشعره باليأس، وقد يتطور الأمر وتتحول حياته إلى جحيم مما يدفعه
للتفكير بالانتحار؛ للتخلص من العذاب الذي يعيشه. ويمكن أن نحدد
الاضطهاد والتنّمر بالممارسات التالية:
 
• السخرية من الطفل ووصفه بأسماء ونعوت غير مستحبة.
 
• توريطه في مواقف صعبة ومشاكل لا علاقة له بها.
 
• إيذاؤه جسدياً سواء بالضرب والركل والعض والدفع وشد الشعر.
 
• أخذ أشيائه الخاصة بالقوة أو إتلافها وتحطيمها وسرقة نقوده،
والاستيلاء على مصروفه اليومي.
 
• إخافة أصدقائه وإجبارهم على الابتعاد عنه.
 
 لماذا ابني دون غيره؟
قد تسأل الأم عن سبب اضطهاد صغيرها دون غيره؟ وهل ثمة خلل في
سلوكه، أو شخصيته يدفع الآخرين للتحرش به؟ وتؤكد الدراسات التي
أجرتها جامعة لندن أن الاضطهاد لا يعني بالضرورة وجود خلل في شكل
 أو سلوك الطفل، وربما يكون العكس أحياناً حيث يكون الشعور بالغيرة
والحسد هما الدافع وراء اعتداء الآخرين على الصغير؛ لأنه جميل الشكل
أو محبوب أو مجتهد أو موهوب، أو من عائلة ميسورة، أو أن حظه
العاثر قد أوقعه في طريق أطفال سيئين وعدوانيين، ولكن في أحيان
أخرى قد يكون الخلل أو الاختلاف في شكل وسلوك الطفل هو الدافع
لاضطهاده والتنّمر عليه، وأهم الأسباب هي:
 
• وزن الطفل سواء كان بديناً أو شديد النحافة أو مفرطاً في الطول
أو القصر، أو مختلفاً في لون البشرة أو مصاباً بالإعاقة أو الثأثأة في
الكلام، أو يعاني من التخلف وبطء الفهم.
 
• المستوى المادي المتدني لعائلته الذي ينعكس على مظهره،
وعلى حاجياته المدرسية.
 
• اذا كان يلبس نظارة طبية، أو سماعة أذن أو يستعمل عكازات
تساعده على المشي.
 
• إذا انقطع عن المدرسة لفترة طويلة؛ بسبب المرض أو السفر،
ولم يستطع التواصل مع طلاب صفه بعد العودة.
 
 ما هي الحلول المناسبة لهذه الظاهرة؟
• على الأهل أن يشجعوا الطفل أولاً على البوح بما يعاني منه،
وإذا كان يخجل من الكلام يمكن أن يستعيض عنه بالكتابة.
 
• ترسم العائلة إستراتيجية مناسبة لحل المشكلة بعد أن تجد الإجابة عن
بعض الأسئلة مثل نوع الاضطهاد والتحرش ومكان حدوثه، وكم مر
عليه من الوقت، ومن هو المتحرش.
 
• عدم تشجيع الطفل على الانتقام أو أخذ حقه بيده؛ لأن هذا سيوقعه في
 مشاكل أكثر تعقيداً، وعلى الوالدين أن يدخلا الطمأنينة إلى قلبه بالتأكيد
على أن من يضطهده ليس شجاعاً وبطلاً، وإنما فاشل وسيئ الأخلاق.
 
• من المناسب إدخال الطفل في دورات لتعلم رياضة الجودو
وفنون القتال؛ كي نعيد له الثقة بقوته، ونشجعه على حماية نفسه.
 
• الطلب من الطفل أن يكون مع الجماعة دائماً؛ كي لا ينفرد به أحد خاصة
 في ساحة اللعب في المدرسة أو في طريق العودة إلى البيت، وكي يكون
هؤلاء شهوداً إذا ما احتاج الأمر.
 
• تشجيع الطفل على ضبط انفعالاته، وعدم إظهار أي رد فعل غاضب، وأن
يظهر عدم الاكتراث، وهذه هي الوصفة السحرية لإيقافهم عند حدهم؛ لأن
المتحرش يعمل على آلية الضغط على الزر؛ الذي يؤذي ويؤلم، وإذا لم
يجد ضالته فإنه يتوقف.
 
• التعاون مع المدرسة، وإخبارهم عن أسماء الطلاب الذين يضطهدون
ابنهم؛ كي يتخذوا الإجراءات المناسبة؛ لحماية الصغير من الأذى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق