الخميس، 25 فبراير 2016

الغايات العظيمة في خبايا الأمور والابتلاءات

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
[ وهذه عادة الله سبحانه فى الغايات العظيمة الحميدة :
إذا أراد أن يوصل عبده إليها هيأ لها أسباباً من المحن والبلاياً
والمشاق فيكون وصوله إلى تلك الغايات بعدها كوصول أهل الجنة إليها
 بعد الموت ، وأهوال البرزخ ، والبعث والنشور والموقف ،
والحساب ، والصراط ، ومقاساة تلك الأهوال والشدائد
 
وكما أدخل رسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى مكة
 ذلك المدخل العظيم ، بعد أن أخرجه الكفار ذلك المخرج
ونصره ذلك النصر العزيز ، بعد أن قاسى مع أعداء الله ما قاساه .
 
وكذلك ما فعله برسله ، كنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهود ،
 وصالح ، وشعيب عليهم السلام
فهو سبحانه يوصل إلى الغايات الحميدة بالأسباب التى تكرهها
النفوس وتشق عليها .
 
كما قال تعالى :
 
 { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كَرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً
وَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وُهُوَ شَر لَكُمْ ،
 وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتمْ لا تَعلَمُونَ }
[ البقرة : 216 ]
 
وربما كانَ مَكْرُوهُ النُّفُوسِ إِلَى مَحْبُوبِهَا سَبَباً مَا مِثْلَهُ سَبَبُ
وبالجملة : فالغايات الحميدة فى خبايا الأسباب المكروهة الشاقة
كما أن الغايات المكروهة المؤلمة فى خبايا الأسباب المشتهاة المستلذة
وهذا من حين خلق الله سبحانه الجنة وحفها بالمكاره ،
وخلق النار وحفها بالشهوات ]
إغاثة اللهفان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق