يقول
ابن القيم رحمه الله تعالى :
[
وهذه عادة الله سبحانه فى الغايات العظيمة الحميدة
:
إذا
أراد أن يوصل عبده إليها هيأ لها أسباباً من المحن والبلاياً
والمشاق
فيكون وصوله إلى تلك الغايات بعدها كوصول أهل الجنة
إليها
بعد الموت ، وأهوال
البرزخ ، والبعث والنشور والموقف ،
والحساب
، والصراط ، ومقاساة تلك الأهوال
والشدائد
وكما
أدخل رسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى
مكة
ذلك المدخل العظيم ، بعد
أن أخرجه الكفار ذلك المخرج
ونصره
ذلك النصر العزيز ، بعد أن قاسى مع أعداء الله ما قاساه
.
وكذلك
ما فعله برسله ، كنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهود
،
وصالح ، وشعيب عليهم
السلام
فهو
سبحانه يوصل إلى الغايات الحميدة بالأسباب التى تكرهها
النفوس
وتشق عليها .
كما
قال تعالى :
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الْقِتَالُ وَهُوَ كَرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئاً
وَهْوَ
خَيْرٌ لَكُمْ ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وُهُوَ شَر
لَكُمْ ،
وَاللهُ يَعلَمُ
وَأَنتمْ لا تَعلَمُونَ }
[
البقرة : 216 ]
وربما
كانَ مَكْرُوهُ النُّفُوسِ إِلَى مَحْبُوبِهَا سَبَباً مَا
مِثْلَهُ سَبَبُ
وبالجملة
: فالغايات الحميدة فى خبايا الأسباب المكروهة
الشاقة
كما
أن الغايات المكروهة المؤلمة فى خبايا الأسباب المشتهاة
المستلذة
وهذا
من حين خلق الله سبحانه الجنة وحفها بالمكاره ،
وخلق
النار وحفها بالشهوات ]
إغاثة
اللهفان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق