الجمعة، 26 فبراير 2016

معنى الشهادتين في التحيات

معنى الشهادتين في التحيات : -

ثم شرع له أن يشهد شهادة الحق التي بنيت عليها الصلاة ،
و الصلاة حق من حقوقها ، و لا تنفعه إلا بقرينتها
و هي الشهادة للرسول صلى الله عليه و سلم بالرسالة ،
و ختمت بها الصلاة
 كما قال عبد الله بن مسعود :
[  فإذا قلت ذلك فقد قضيت صلاتك ،
 فإن شئت فقم و إن شئت فاجلس ].

و هذا إما أن يحمل على انقضائها إذا فرغ منه حقيقة ،
كما يقوله الكوفيون ،

او على مقاربة انقضائها و مشارفته ،
 كما يقول أهل الحجاز و غيرهم ،  

و على التقديرين فجعلت شهادة الحق خاتمة الصلاة .
 كما شرع أن تكون هي خاتمة الحياة . 

 ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ )


و كذلك شرع للمتوضئ أن يختتم وضوءه بالشهادتين ،
 ثم لما قضى صلاته أذن له أن يسأل حاجته


 ما بين الصلوات الخمسة تحدث الغفلة :-

و ما بين الصلاتين تحدث للعبد الغفلة و الجفوة و القسوة ،
 و الإعراض و الزَّلات ، و الخطايا ، فيبعده ذلك عن ربه ،
 و ينحّيه عن قربه ، فيصير بذلك كأنه أجنبيا من عبوديته ،
 ليس من جملة العبيد ، و ربما ألقى بيده إلى أسر العدو له فأسره ،
 و غلَّه ، و قيَّده ، و حبسه في سجن نفسه و هواه .
فحظه ضيق الصدر ، و معالجة الهموم ، و الغموم ، و الأحزان ،
 و الحسرات ، و لا يدري السبب في ذلك .

فاقتضت رحمه ربه الرحيم الودود أن جعل له من عبوديته
 عبودية جامعة ، مختلفة الأجزاء ، و الحالات بحسب
 اختلاف الأحداث التي كانت من العبد ، و بحسب شدَّة حاجته
 إلى نصيبه من كل خير من أجزاء تلك العبودية

أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق