الأحد، 21 فبراير 2016

كنز الخلوة

    كنز الخلوة ..
    حين تجد نفسك _ مختاراً أو غير مختار _ في خلوةٍ لا يكون فيها معك
أحدٌ ،  إلا الله سبحانه وملائكته الكرام ، ولا تتطلع عليك ساعتها
 عين مخلوق ..

    فانظر لحظتها كيف يكون حال قلبك ..؟
    إن كان مستحضراً حضور الله وقربه ومراقبته ، ثم هذا لا يكفي ،
    إن أثمر له هذا المشهد الحياء من الله والإجلال له وتعظيمه ،
    وربما أخذته رعشة لاستحضار هذه المعاني وأمثالها ..
    فانضبطت الجوارح ، واستقام الكيان على الوجه الذي يحب
 الله ويرضى .

    حين تجد حال قلبك كذلك في تلك الساعة ،
    فاعلم أنك فريد في هذا العالم الذي يعج بالغافلين عن الله ،
    بل والمتجرئين عليه ، غير المبالين به ..!
    فإن كنت كذلك فاعرف عظيم فضل الله عليك ،
    واسجد سجدة شكر بين يديه ، وأكثر من حمده وشكره وذكره ،
    تستمطر بذلك المزيد منه ، مما أكرمك به ..

   { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

    ويبقى عليك بعد ذلك أن تحافظ على هذا الكنز الذي أكرمك الله به ،
    فإن الشيطان لا يزال يتربص بك الدوائر ، ويوشك إن غفلت
    أن لا تجد قلبك حيث كان !!
    وشيء آخر عجيب ..

    حين يكون ذلك حال قلبك في الخلوة ، حيث لا تراك فيها عين مخلوق ،
    فاعلم أن لذلك ثمراته ولابد في الخلوة بين الناس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق