الجمعة، 13 أكتوبر 2017

منتقى الفوائد : فضل العلم


قال ابن القيم – رحمه الله - :

ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين , والالتحاق بعالم الملائكة ,

وصُحبة الملإ الأعلى , لكفى به شرفاً وفضلاً , فكيف وعِزُّ الدنيا

والآخرة منوط ٌ به , مشروط بحصوله؟! .

طالب العلم في منزله

قال ابن الحاج – رحمه الله - :

وينبغي لطالب العلم أن يتفقد أهله فيما يحتاجون إليه ؛ لأنه جاء لتعليم

غيرهم طلبا لثواب إرشادهم , فخاصَّتُه ومن تحت نظره آكد ؛

لأنهم رعيتهُ , ومن الخاصة به كما سبق الحديث : كلكم راع ٍ.... .

فيعطيهم نصيبهم فيبادر بتعليمهم آكد الأشياء في الدين أولاً ,

وأنفعها وأعظمها , فيعلمهم الإيمان والإسلام , ويجدد عليهم علم ذلك ,

وإن كانوا قد علموه , ويعلمهم الإحسان , ويعلمهم الوضوء ,

والاغتسال , وصفتهما , والتيمم , والصلاة , وما في ذلك كله

من الفرائض , والسنن والفضائل , وكل ما يحتاجون إليه من

أمر دينهم , الأهم فالأهم .

مفتاح دار السعادة (1/108) .

المدخل لابن الحاج (1/209) .

اختيار الشيخ

قال ابن جماعة – رحمه الله - :

فينبغي أن يختار الأعلم , والأورع , والأسن , كما اختار أبو حنيفة

– رحمه الله – حماد بن سليمان – رحمه الله – بعد التأمل والتفكر .

وقال : وجدته شيخاً وقوراً , حليماً صبوراً .

وقال : ثبت عند حماد بن سليمان فنَبتُّ .

تعليم المتعلم (ص12) .

التبكير في طلب العلم

عن عبد الله بن أحمد بن حنبل – رحمهم الله – قال :

سمعتُ أبي يقول : كنت ربما أردت البكور إلى الحديث , فتأخذ أمي

ثيابي وتقول : حتى يؤذن الناس , حتى يصبحوا , وكنت ربما

بكرت إلى مجلس أبي بكر ابن عياش وغيره .

آداب الدخول على الشيخ

قال ابن جماعة – رحمه الله - :

ينبغي أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة , متطهر البدن والثياب ,

نظيفهما بعدما يحتاج إليه من أخذ ظُفر وشعرٍ , وقطع رائحة كريهة ,

لاسيما إن كان يقصد مجلس العلم , فإنه مجلس ذكر واجتماع في عبادة .

الجامع لأخلاق الراوي وأدب السامع (1/151) .

تذكرة السامع والمتكلم (ص95) .

الحياء المذموم

قال ابن رسلان :

وإذا قال له الشيخ : هل فهمت ؟ فلم يقل : نعم , إلا وهو فاهم ,

ولا يستحيي من قوله : لا أدري , أو لا أفهم .

قال مجاهد : لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر .

وقالت عائشة – رضي الله عنها - :

نِعمَ النساءُ نساءُ الأنصار , لم يمنعهن الحياء

أن يتفقهن في الدين .

وقال الخليل :

منزلة الجهل بين الحياء والأنفة .

فتح الباري (1/276) .

آداب المتعلم والعالم (ص59) .

آداب طالب العلم (ص181) .

العلم ثلاثة أشبار

قال ابن جماعة – رحمه الله - :

العلم ثلاثة أشبار :

- من دخل الشبر الأول تكبر .

- ومن دخل الشبر الثاني تواضع .

- ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لا يعلم .

مراتب العلم

قال ابن القيم – رحمه الله - :

للعلم ست مراتب :

أولها : حسن السؤال .

والثانية : حسن الإنصات .

والثالثة : حسن الفهم .

والرابعة : الحفظ .

تذكرة السامع والمتكلم (ص65) .

والخامسة : التعليم .

والسادسة – وهي ثمرته - : العمل به ومراعاة حدوده .

جنة العالم

قال الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله - :

جنة العالم : لا أدري , ويهتك حجابها الاستنكافُ منها ,

وقوله : يقال , أو سمعت, أو ما شابههما , وإن كان نصف

العلم لا أدري , فنصف الجهل : يقال , أو أظن , فانتبه لهذا ,

وفقك

الله ! .

أعلى الهمم في طلب العلم علم الكتاب والسنة

قال ابن القيم – يرحمه الله - :

أعلى الهمم في طلب العلم : علم الكتاب والسنة , والفهم عن

الله ورسوله نفس المراد , وعلم حدود المنزل .

مفتاح دار السعادة .

حلية طالب العلم .

وأخس العلم : قصر همتهم على تتبع شواذ المسائل ,

وما لم ينزل , ولا هو واقع , أو كانت همتهم معرفة الاختلاف ,

وتتبع أقوال الناس , وليس لهم همة إلى معرفة الصحيح

من تلك الأقوال , وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه .

الرحلة للطلب

قال ابن جماعة – رحمه الله - :

من لم يكن رُحْلةً , لم يكن رُحَلةً .

ما يميز طالب العلم

قال الخطيب البغدادي – رحمه الله - :

ينبغي لطالب العلم أن يتميز في عامة أموره

عن طرائق العوام باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

ما أمكنه , وتوظيف السنة على نفسه ؛ فإن الله – سبحانه وتعالى–

يقول :

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }

الأحزاب21 .

الفوائد (ص61) .

تذكرة السامع والمتكلم .

الجامع للخطيب (ص142) .

العلم بالدُّرية لا بكثرة الرواية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

وقد أوعبتُ في كل فن من فنون العلم إيعاباً , من نور الله قلبه

هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وخبالاً .

وقال الذهبي عند ترجمته لعثمان الدارمي – رحمهم الله - :

إن العلم ليس بكثرة الرواية ولكنه نور يقذفه الله في

القلب وشرطه : الإتباع والفرار من الهوى والابتداع .

قال الإمام ابن رجب – رحمه الله - :

وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا , وظنوا أن من كثر كلامه

وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك ,

وهذا جهل محض , وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم:

كأبي بكر , وعمر , وعلي ومعاذ وابن مسعود ,

ويزيد بن ثابت كيف كانوا؟!

كلامهم أقل من كلام ابن عباس , وهم أعلم منه ,

وكذلك كلام التابعين أكثر من كلام الصحابة , والصحابة أعلم منهم ,

وكذلك تابعو التابعين كلامهم أكثر من كلام التابعين ,

والتابعون أعلم

منهم .

مجموعة الرسائل الكبرى (1/239) .

السير (13/323) .

فليس العلم بكثرة الرواية , ولا بكثرة المقال , ولكنه نور

يقذف في القلب , يفهم به العبد الحق , ويميز به بينه وبين الباطل ,

ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد " .

تعاهد القرآن

عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه

وسلم أنه قال : إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ,

وإن لم يقم به نسيه .

تكرار قراءة القرآن يفتح آفاقا من المعرفة

ذكر عباس بن عبد الدائم المعري الكناني – رحمه الله –

عن شيخ ضرير أنه أوصاهم فقال:

أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه

على قدر ما تقرأ .

قال : فرأيت ذلك وجربته كثيرا , فكنت إذا قرأت كثيرا تيسر

لي من سماع الحديث وكتابته الكثير , وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي .

بيان فضل علم السلف على علم الخلف

لابن رجب الحنبلي (ص57- 58) .

رواه مسلم (6/76) .

ذيل طبقات الحنابلة (2/98) .

الحفظ قليلا قليلا أثبت

قال أبو بكر بن عياش – رحمه الله - :

قرأت القرآن على عاصم بن أبي النجود , فكان يأمرني أن أقرأ

عليه كل يوم آية لا أزيد عليه , ويقول : إن هذا أثبت لك .

فلم آمن أن يموت الشيخ قبل أن أفرغ من القرآن فما زلت

أطلب إليه حتى أذن لي في خمس آيات كل يوم .

السهر في طلب العلم

قال فضيل بن غزوان :

كنا نجلس أنا وابن شُبرمة والحارث بن يزيد والعلكي والمغيرة

والقعقاع بن يزيد بالليل نتذاكر الفقه فربَّما لم نقم حتى

نسمع النداء للفجر .


ذبل طبقات الحنابلة (1/42) .

السير (6/348-349) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق