السبت، 14 أكتوبر 2017

لو رأيتَ فرحَ الوالدين بولديهما

أستاذ: محمد خير رمضان يوسف


• لو رأيتَ فرحَ الوالدين بولديهما عندما ولدَ لهما بعد كبر،
وقد بقيَ وحيدَهما،
وأنفقا عليه كلَّ ما يملكان،
وربَّياهُ ودلَّلاه،
وجنَّباهُ كلَّ ما يكدِّرُ خاطره.
وفي شبابهِ صارَ يبحثُ عن لهوٍ ولذَّةٍ أكثرَ خارجَ البيت،
وجيوبهُ مليئةٌ بالدراهم،
فانحرف،
وسكتَ عنه والداهُ خشيةَ أن يجرحا شعوره،
ثم انقلبَ عليهما،
فأذاقهما شرَّ عيشةٍ في الحياة،
حتى تمنَّيا لو لم يُرزقاه.

• لو علمَ القاتلُ أن سيُقتلُ لما قَتل،
فلو غلبَ على نفسهِ تنفيذُ جريمةٍ كبيرةٍ فكَّر،
فإذا علمَ أنه سيُعدَمَ أحجم،
وإذا علمَ أنه سيُعاقَبُ عقوبةً ما دون الإعدامِ لتمادَى في جرائمه،
ويقولُ إنه سيُسجَنُ ويُكرَمُ في سجنه،
فيأكلُ ويشربُ ويلبسُ وينامُ دون مقابل،
والنفوسُ المجرمةُ العنيدةُ تملكُ قوةَ دفعٍ عنيفةً نحوَ الجرائم،
ولا تستقيمُ إلا بالسيف،
ولو خرجَ من السجنِ لعملَ جرائمَ أخرى،
كما هو مشاهَدٌ عند كثيرٍ منهم،
﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً ﴾،
ولا تستقيمُ الحياةُ في ظلِّ الجرائمِ المتكرِّرة،
ولا يهنأ الناسُ إلا بأخذِ حقوقهم كاملة،
والحقُّ الكاملُ هو في القصاصِ لا غيره،
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ ﴾.
وهذا نداءٌ وكلامٌ مع (أولي الألباب)،
فمن لم يرضَ ولم ينفِّذْ فليس منهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق