الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

سرّ نشوء الحياة على الأرض



دعونا نتأمل علمياً.. هل يمكن للحياة أن تنشأ بالمصادفة كما تقول

نظرية التطور؟ وما هو احتمال تشكل خلية واحدة فقط من دون خالق!....



بدأ العلماء يلاحظون أن كل الأشياء من حولنا بما فيها نحن البشر،

لا يمكن أن تكون على ما هي عليه إلا بوجود معلومات مخزنة فيها..


لنتأمل هذه الجزيئات من الماء (ذرات الثلج العجيب) كيف أخذت هذه

الأشكال الرائعة؟ ولماذا جميعها منظمة بأشكال سداسية؟ ولماذا جميعها

متناسقة ومنظمة تنظيماً دقيقاً؟ لابد أن هناك معلومات هي التي تتحكم

بتشكل هذه الجزيئات!!



شريط الحياة

الحمض الريبوزي منقوص الأكسجين Deoxyribo Nucleic Acid

اختصاراً DNA يتكون من سلسلة طويلة من النيوكلوتيدات (النيوكلوتيد

عبارة عن جزيء سكر خماسي الفوسفات وقاعدة نيتروجينية) وترتبط

هذه النيوكلوتيدات بروابط تدعى A G C T القواعد الأربعة للحمض

النووي Adenine Cytosine Guanine Thymine إن ترتيب

هذه العناصر الأربعة يشكل اللغة المشفرة التي كتبت بها لغة الخلية

لتشغيل الكائنات الحية. كل مجموعة من هذه التراكيب تشكل ما يسمى

بالجين Gene والجين يحوي معلومات خاصة بصفة محددة من الصفات

الوراثية. فهو يحمل جميع المعلومات الخاصة ببقاء الكائن وتكاثره

ونقل صفاته الوراثية للأجيال القادمة من بعده.

يحوي الشريط الوراثي بحدود 3 مليارات قاعدة (ارتباط)

وتشكل أكثر من 25000 جين.



إذا قمنا بمدّ الحمض النووي في جسم الإنسان سيبلغ

طوله 50 مليار كيلومتر.



لا يوجد عبث في خلق الله!

فقط 2 % من هذا الشريط مخصص لصنع البروتين وتكاثر الخلية.. وكان

يعتقد التطوريون أن 98 % من الشريط الوراثي هي أجزاء تطورية زائدة

لا عمل لها (نفايات عبثية بسبب التطور العشوائي).. ولكن تبين حديثاً أن

لها دور مهم جداً في نظام عمل الخلية.. ولا يزال العلماء يدرسون هذه

الشريط لاكتشاف عجائبه.

الحمض النووي هو ذاته في جسم الإنسان وفي الحيوانات والحشرات

وكذلكل النبات. كل الكائنات الحية لها نفس التصميم الداخلي لشريط

ال DNA وهذا ليس له إلا تفسير واحد وهو أن المصمم

واحد سبحانه وتعالى.

الاختلاف يكمن في المعلومات المخزنة في خلايا كل كائن حي.

العجيب أن الشريط الوراثي يقوم بصنع البروتين ويعتمد على ما يسمى

الحمض النووي المراسل MRNA وهذا الأخير لا يمكن وجوده من دون

وجود بروتين ليقرأ الشيفرة الجينية... إذاً لابد أن كليهما نشأ في نفس

الوقت بالضبط.. وليس هناك أي تطور أو تسلسل فالخلية ظهرت

فجأة للوجود.

الشريط الوراثي يوجد بشكل ملتف على نفسه وبشكل حلزوني.. ويوجد

في الخلية عدد من هذه الأشرطة كل واحد منها ملتف على نفسه

وتشكل ما يسمى بالصبغيات.

الجينوم البشري يوجد في نواة الخلية ويحوي جميع الخصائص الوراثية

للكائن.. ويوجد 23 زوجاً من الصبغيات في الجينوم البشري.

جسم الإنسان يحوي 100 تريليون خلية

وكل مجموعة خلايا لها صفات تختلف عن الأخرى.. فخلايا العين تختلف

عن خلايا الأذن كذلك تختلف عن خلايا القلب... الخلية العصبية لها

خصائص فريدة.. الخلية المناعية لها خصائص أخرى.. خلايا الدم لها

خصائص تتعلق بنقل الغذاء والأكسجين والتخلص من الفضلات.. خلايا

الكبد لها حصائص تتعلق بالتخلص من السموم... خلايا العظام، خلايا

الرئتين، خلايا العضلات، خلايا المعدة، خلايا البنكرياس، خلايا الجلد،

الخلايا المنوية... كل خلية من هذه الخلايا لها وظائف محددة. ولدينا أكثر

من 250 نوعاً من الخلايا في جسم الإنسان.

ولكن الأعجب من ذلك أن كل هذه الخلايا تعمل في نفس الوقت وبتناغم

وتوافق كامل فيما بينها لتشكيل الجسم. ولكن ما هو حجم المعلومات

اللازمة لعمل 100 تريليون خلية! مع العلم أنها كلها نشأت من خلية

واحدة ملقحة (النطفة الأمشاج).

الأعجب أن كل خلية لها برمجيتها الخاصة. فالنطفة الأمشاج هي عبارة

عن خلية لها برمجيتها الخاصة، فكيف تنقسم وتشكل 250 نوعاً

من الخلايا وكل نوع له برمجية مختلفة تماماً عن الأخرى..

مع كل هذا التعقيد المذهل هل يمكن لخلية أن تنشأ

من عناصر الأرض بالصدفة؟

احتمال نشوء بروتين واحد بالمصادفة

حسب قانون الاحتمالات فإن احتمال نشوء بروتين واحد بالمصادفة

هو 1/1 164 أي أن احتمال أن يتشكل بروتين من عناصر الأرض وبفعل

المصادفة هو واحد على واحد وبجانبه 164 صفراً .. أي واحد من مئة

مليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون

تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون.

إن عدد الثواني التي مرت على الكون منذ تشكله محتى اليوم هو:

13.8 × 1000000000 × 365 × 24 × 3600 = 435 تريليون

ثانية... فتصور كم عمر الكون ضئيل أمام احتمال أن يتشكل بروتين

واحد بالصدفة.

احتمال أن تنشأ خلية واحدة بالمصادفة

أما احتمال أن تنشأ خلية واحدة بالمصادفة فهو 1 / 1 340000000

أي واحد على واحد وبجانبه 340 مليون صفر...

مع العلم أن هذه الحسابات فقط لاحتمال نشوء خلية واحدة.. فكيف بنا إذا

أردنا حساب احتمال نشوء برامج التشغيل الخاصة بالكائنات الحية

وتنوعها وتصميمها... سوف نجد أنفسنا أمام حقيقة علمية تقول:

من المستحيل نشوء الحياة بالصدفة.. إذاً العلم يقول لابد

من موجد لهذه الحياة على الأرض.



ولذلك إذا كان احتمال نشوء الحياة وتنوعها وروعتها بالمصادفة أمراً

مستحيلاً من الناحية العلمية، فهل من الأمانة العلمية أن تبقى نظرية

التطور هي التفسير الوحيد لسر نشأة الحياة على الأرض؟ وهل لإنسان

عاقل أن يصدق بأن نظرية التطور أصبحت حقيقة علمية بعدما رأينا

من دلائل رقمية يقينية تؤكد أنه لابد من وجود خالق للمخلوقات؟

وأخيراً..

لماذا يتخبط العلماء في معرفة سر نشوء الحياة.. ولماذا يضيعون الوقت

والجهد من دون فائدة.. ولماذا يكابرون وجميع الدلائل تؤكد وجود خالق

للكون.. بل لماذا لا نعتمد التفسير القرآني لسر نشأة الحياة على الأرض...

والله تعالى يقول:

{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }

[العنكبوت: 19]...

فالحمد لله على نعمة الإيمان.


بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق