الاثنين، 19 فبراير 2018

أنواع الزواج - اختيار الزوجة. (1)


لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق

الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم،

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً

وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن

يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

حاجة الناس إلى موضوع الزواج:

قد يقول قائل: إن موضوع الفقه موضوع جاف، حقيقة موضوع الفقه

موضوع جاف، وموضوع شائك، يكون جافاً إذا عالج موضوعات بعيدةً

عن حياة الناس، مثلاً: موضوع العبيد والإيماء، الآن لا يوجد شيء

من هذا، موضوع بعيد عن حياتنا، وعن واقعنا، وعما يحيط بنا، هناك موضوعات

في الفقه كثيرة جداً، إذا عالجتها يشعر الناس أنهم ليسوا بحاجة إليك،

لكن هناك موضوعات الناس جميعاً في أمسّ الحاجة إليها، لأنه لا يخلو

إنسان إن كان شاباً هو في طريق الزواج، وإن كان متزوجاً بإمكانه أن

يحسن علاقته الزوجية، يرفع من مستواها، بإمكانه أن يحل المشكلات

القائمة بينه وبين زوجته، لأنه إذا رجع إلى الله عز وجل، ووقف عند

حدوده صار زوجاً ناجحاً، وإذا عرفت زوجته ربها ووقفت

عند حدوده أصبحت زوجةً ناجحة

والحقيقة انه لا يوجد قرار يتخذه الإنسان في حياته أخطر من قرار

زواجه، لأن أي شيء آخر غير الزوجة يكون التبديل والتغيير فيه سهلاً،

هذا البيت غير مناسب يباع، هذه المركبة غير مناسبة تباع، هذه الحرفة

غير مناسبة تستبدل، لكن الزوجة شريكة الحياة، وأم الأولاد، وعلاقات

وفي بناء، هذا الطفل هذه أمه، وهذا أبوه، فإذا افترقا مزِّق الطفل تماماً،

فما قولك بإنسان ربطت يده ورجله في مركبة، ومركبة في مركبة،

والمركبتان تباعدتا عن بعضهما البعض، صدقوني هذا المثل لا يبتعد

كثيراً عن الطلاق، فالبناء يتمزق، هذا أبوهم، وهذه أمهم، وقد افترقا،

لذلك الطلاق يهتز له عرش الرحمن، لأنه تهديم أسرة، وتشريد أولاد،

وتقطيع أوصال، وما دام الطلاق بهذه الخطورة فينبغي أن يكون

الزواج في تأنٍ كثير، بدراسة طويلة، ببحث عميق، بحث دقيق،

بتريث، بسؤال، لذلك يعد موضوع الزواج، وموضوع كسب المال

من أخطر الموضوعات التي يعالجها الفقه الإسلامي، لأن كل واحد من الحاضرين،

وأنا معكم إن كان أعزب مقدم على زواج يحتاج إلى نور، كيف يختار الزوجة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ:

( إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )



الزوجة إما أن تكون مصدر سعادة لا حدود له لزوجها وأولادها، وإما

أن تكون مصدر شقاء لا حدود له لزوجها وأولادها، إذاً أخطر ما في

الزواج حسن اختيار الزوجة، الآن فلان تزوج، إذا كنت متزوجاً

هذا الموضوع يفيدك في تزويج بناتك، وفي تزويج أولادك، وإذا كنت

متزوجاً فهذا الموضوع يفيدك في رفع العلاقة الزوجية من علاقة

رتيبةٍ لا معنى لها، من علاقة مصلحية إلى علاقةٍ مفعمةٍ بالود،

كل هذا يرفع، لذلك هذا الموضوع من الموضوعات الخطيرة في

حياة المسلمين.

وهناك عامل آخر، هو أن الذي يدعو إلى الله عز وجل شاء أم أبى

تعرض عليه مشكلات إخوانه، أعجبه أم لم يعجبه، هذا قدره،

فالأخ الذي له من يعلمه، وهذا مرجعه، يا سيدي، هكذا حصل معي البارحة،

حصل بينهما خلاف، تفعل معي هكذا، وقد يأتي والد الزوجة يتحدث

حديثاً مخيفاً عن الزوج، وعن فظاظته، وقسوته، وعن، وعن،

هذه المشكلات ترجع في

أغلب الأحيان إلى مخالفة الشرع في اختيار الزوجة، لذلك أيها الشباب

هذا موضوع دقيق جداً.

مرة ثانية أقول لكم:

أخطر قرار يأخذه الشباب من دون استثناء قرار الزواج، لأن الزوجة

ليس من السهل أن تفارقها، لأنه بينكما أولاد وبناء، وفي الدرس

الماضي تحدثنا عن الزواج وعن زواج الجاهلية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق