الخميس، 22 فبراير 2018

أنواع الزواج - اختيار الزوجة. (4)



4 – الزواج المكروه:

يكره الزواج في حق من يخل في حقوق الزوجة في المعاشرة والإنفاق،

لكن لا يقع ضرراً كبيراً بالمرأة، امرأة غنية ليست بحاجة إلى الزوج،

ونفسها لا تتوق إلى معاشرته، فتزوجت، وهو أخل بحقها في المعاشرة

وبالإنفاق، لكن هذا الإخلال لطبيعتها ولغناها لن يؤثر فيها تأثيراً بليغاً،

فهذا الزواج بحق هذا الزوج مكروه، وليس محرماً، أما إذا انتفت

الدواعي والمحظورات فالزواج مباح.

فعندنا خمسة أحكام، الحكم الأول الزواج الواجب والمستحب،

والمحرم والمكروه، والمباح، من دون دوافع، ومن دون محظورات مباح،

بدافع شديد، وهناك قدرة، وهناك طوق، وهناك خوف العنت فهو

واجب، هناك قدرة، وهناك توق، لكن لا يخشى العنت، هذا الزواج مستحب.

هناك فروق فردية أيها الإخوة، الإنسان توقه للنساء، وتوق النساء

للرجال فيه درجات، هناك حد إن لم يروَ هذه الرغبة، ربما وقع

في الزنا، أو وقعت في الزنا، وهذه درجات، كل إنسان له درجة معينة

في هذا الموضوع، وهو أعلم بنفسه، لكن النبي عليه الصلاة والسلام

نهى عن التبتل، والتبتل ترك الزواج، والانقطاع للعبادة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ:

( ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

خِصَاءُ أُمَّتِي الصِّيَامُ )

[ الجامع الصغير ]

هذا تغيير لخلق الله عز وجل، الخالق العظيم خطط، وصمم، وقنن،

احترامك لسننه، ولقوانينه، وللفطرة التي فطر الناس عليها،

هذا من العبادة، أحد الصحابة أراد التبتل، فنزل قرآن في حقه،

قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا

إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }

( سورة المائدة )

بالمناسبة، لو فرضنا أن إنسانًا تأخر زواجه، أو أن امرأة مؤمنةً كريمةً

فاتها قطار الزواج، أو أنها زوجت وطلقت، لكن إذا كانت تعرف الله

عز وجل فالله عز وجل يجعل لها من الأنس بقربه ما يغنيها عن الزواج،

وليس بيدها، وهي عليها أن تسعى، فإذا سعت ولم تفلح بالزواج ماذا تفعل ؟

إذا كانت راضية بقضاء الله وقدره ربما كان هذا أنسب شيء لها

، والله أعلم، ولو كشف الغطاء لاخترتم الواقع،

وسيدنا علي يقول:

( والله لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً )

يعني لشدة إيمانه بالله عز وجل يقينه قبل كشف الغطاء كيقينه

بعد كشف الغطاء،

قال تعالى:

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْر

ٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
( سورة البقرة )

أحيانا ربنا عز وجل يفرغ هذا الإنسان تفريغاً إجبارياً، وأحيانا يفرغ

هذه المرأة تفريغاً إجبارياً، الزواج مشغلة، مجبنة، مبخلة، لا تعرف

أين الخير، المؤمن راض بقضاء الله.

هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا فليس عنهم معدل وإن عـدلوا

والله وإن فتتوا فـي حبهم كبدي باق على حبهم راض بما فعلوا

أنا علي أن أسعى، فإن فاتني قطار الزواج ماذا أفعل ؟

أحتسب هذا عند الله، وأشتغل بالصلوات، وقيام الليل، والذكر،

وطاعة الله، والدعوة إلى الله، ونشر العلم، فإذا كشف الغطاء كانت

هذه المرأة

التي فاتها قطار الزواج، واشتغلت بطاعة الله أكرمها الله بجنة

عرضها السماوات والأرض، لا تعرف الله عز وجل إذا رحم إنساناً يرحمه،

وهو أعزب، فيسعد سعادة تفوق المتزوجين، وإذا رحم امرأةً وهي عزباء،

أو وهي عانس، ربما رحمها رحمةً تفوق كل ما رحمت به المتزوجات،

فعلى الإنسان أن يرضى بقضاء الله وقدره.

عَنْ سَمُرَةَ

( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ )

[ الترمذي، ابن ماجه، النسائي ]

قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ

اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }

( سورة المائدة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق