الثلاثاء، 20 فبراير 2018

أنواع الزواج - اختيار الزوجة. (2)

حُكم الزواج:

واليوم درسنا عن حكم الزواج، هناك زواج واجب يرقى إلى مستوى

الفرض، وهناك يوجد زواج مستحب، وزواج مباح، وزواج مكروه،

وزواج محرم، وكل واحدٍ له وضع خاص، كل واحدٍ له حكم خاص

في زواجه، فما الزواج الواجب ؟ ومتى يكون الزواج فرضاً ؟

1 – الزواج الواجب:

قال العلماء: يجب الزواج على من قدر عليه، صحته طيبة، له دخل،

وله بيت، أول شرط يجب الزواج على من قدر عليه، وتاقت نفسه إليه،

وخشي العنت، مقاومته هشة، ويخاف أن تزل قدمه، ولاسيما الذين

يتعاملون في مهنهم مع النساء، فأن تزل قدم هؤلاء احتمال كبير،

لذلك من قدر عليه، وتاقت نفسه إليه، وخشي العنت، هذا الإنسان

الزواج فرض في حقه، لماذا ؟

لأن الشريعة لها خمسة مقاصد أساسية، والشريعة مصلحة كلها،

رحمة كلها، عدل كلها، أول مقصد صيانة الدين هذا، أول مقصد في

الحياة، ومن صيانة الدين الزواج، لأنه إذا زلت قدم الإنسان سقط

من عين الله، ولأن يسقط من السماء إلى الأرض أهون من أن يسقط

من عين الله، وإذا زلت قدم الإنسان، وشعر أن بينه وبين الله حجباً

كثيفة يوشك أن يضل وتحبط معنوياته.

أنا أعلم أن بعض الشباب الذين زلت أقدامهم يتمنون أن يجلدوا في

المسجد، لعل الله يغفر لهم، لا أحد يهون من مغبة الانحراف، إذا

زلت قدم الإنسان شعر أن بينه وبين الله حجباً كثيرةٍ، وأن التوبة

أصعب عليها من كل شيء، لذلك صيانة النفس من معصية الله،

ومن زلة القدم هذا مقصد كبير يهون أمامه كل مقصد، لذلك الزواج

الواجب، وهذا الكلام بحق الشباب، وبحق الآباء، أقول هذا الكلام

مرات عديدة، لأنّ الآن نظراً لما يطفح به الطريق من فساد ومن فتن،

ومن نساءٍ كاسيات عاريات، من نساءٍ يبرزن كل ما عندهن في

الطريق لهؤلاء الشباب، الأب الذي بإمكانه أن يزوج ابنه، ولا يزوجه

إمساكاً وحرصاً، إذا زلت قدم ابنه أقول لكم ولا أبالغ:

والله الذي لا إله إلا هو إن زلة قدم ابنه في رقبته يوم القيامة، وربما

قال الابن: يا رب، إن أبي كان قادراً على تزويجي، قادراً على أن

يحصنني، يا رب لا أدخل النار قبل أن أدخل أبي قبلي، الذي عنده فتاة،

وبإمكانه أن يساعد شاب بتأمين مأوى لهذا الشاب إذا تزوج هذه الفتاة

فلم يفعل قوى، في نفس ابنته الانحراف، وهو لا يدري، وهو لا يريد،

وهذا معنى قوله تعالى:

{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ

يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآَتُوهُمْ

مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ

تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ

إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ }


( سورة النور )

يكون في ذهن أي أب أن يزوج أبناءه وبناته، أن يقدم ما

يستطيع، هذا أعظم عمل، والأبوة الكاملة تؤهل الإنسان لتدخله الجنة،

الزواج فرض على من قدر عليه، وتاقت نفسه إليه، وخشي العنت،

هذا الإنسان الزواج فرض في حقه، لماذا ؟ لأن إعفاف النفس،

وتحصينها من المعصية مقصد أساسي من مقاصد الشريعة،

ولا يتم إحصان النفس ولا يتم إعفافها،

ولا يتم للرجل غض بصره إلا بالزواج، كما ورد في بعض الأحاديث مِن

قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، لأنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ،

وَهَلْ يَتَزَوَّجُ مَنْ لا أَرَبَ لَهُ فِي النِّكَاحِ )


[ مسلم]

لذلك الآباء والأمهات والشباب يجب أن يكون هذا ماثلاً أمامهم، أما إذا

تاقت نفسه إلى الزواج، وعجز عنه، وخاف العنت ماذا يفعل ؟

هذا قدر الله سبحانه وتعالى، ينطبق عليه

قوله تعالى:

{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ

يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآَتُوهُمْ

مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ

تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ

إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ }


( سورة النور )

ما حكمُ من تاقت نفسه للزواج ولم يقدر عليه ؟

تاقت نفسه إلى الزواج، وعجز عنه، وخاف العنت، وهو مؤمن، يا رب

إن لم تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن، مثل هذا الإنسان عليه أن يصبر،

وعليه أن يصوم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح

عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ

شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ، أَغَضُّ لِلْبَصَرِ،

وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )


معنى هذا أن الشاب إلى أن يتزوج إذا ملأ وقته في الأعمال الطيبة،

في حفظ القرآن الكريم، في العلم الشرعي، في طلب العلم الدنيوي،

في تحصيل الشهادات، في إتقان الصنعات، يجب على الشاب المؤمن

أن يملأ وقته بالعمل الدنيوي والأخروي، لأن إملاء هذا الوقت،

وغض بصره، والابتعاد عن أماكن الشبهات، ومواطن الفتن، وعن

رفقاء السوء، وعن قراءة الموضوعات التي تثير الغرائز، والابتعاد

عن أجهزة اللهو، وعن المسلسلات، وعن الاختلاط هذا كله يجعله

في حصن حصين، وفي حرز حريز، يجعله في طمأنينة ما بعدها طمأنينة،

ومتفرغاً لبناء ذاته، هذا الحل الثاني، تاقت نفسه إليه، وخشي العنت،

ولم يقدر عليه، فعليه بالصوم، فإن الصوم له وجاء، هذا الزواج الواجب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق