الخميس، 8 فبراير 2018

الكـذب


أدبني الإسلام بأن أصدق، وحرم علي الكذب، فإن الصدق يهدي

إلى الأعمال الصالحة، التي تؤدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى

الوقوع في الخطايا والأعمال السيئة، التي تؤدي إلى النار .

والكذب من شيم المنافقين الذين يدعون الإيمان وهم على خلافه،

فإن المنافق ( إذا حدث كذب ) كما في الحديث المتفق عليه .

ويبدو خطر الكذب من أنه قلب للحقائق، وتبديل للوقائع،

وخيانة في النقل، فلا تكون هناك حياة صحيحة مع أمثال هؤلاء، ولا يستقيم أمر

الناس بذلك، فلابد من الردع والاستنكار وبيان شناعة هذا الخلق

ورفضه، وبيان ما وعد الله به من عقاب

{ وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }
[البقرة: 10] .

ومن ذلك قول الزور والشهادة بالبهتان، التي شدد فيها رسول الله

صلى الله عليه وسلم حتى عهدها من أكبر الكبائر .

وهناك حالات قليلة جداً ونادرة يجوز فيها الكذب، ذكرها الفقهاء

بشروطها، كمسلم اختفى من ظالم يريد قتله أو أخذ ماله...

فوجب الكذب بإخفائه، وكمن يصلح بين الناس...

لكن مادام الأمر المحمود يمكن تحصيله بغير الكذب فإنه

يحرم الكذب فيه .

وليحترس المرء من الكلام الكثير وليتثبت مما يقوله ويحكيه،

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )

[رواه مسلم] .

ومن صور الكذب التزوير على الناس، بأن يتزيا بزي أهل الزهد

أو العلم أو الثروة، ليغتر به الناس، وليس هو بتلك الصفة، كما ذكره

الإمام النووي رحمه الله .

كما علمني الإسلام أن أثبت مما أسمعه أو ما ينقل إلي، فإذا سمعت

خبراً من فاسق تبينت هل هو صحيح أم لا ؟

والفاسق هو الذي لا يطبق كل واجبات الإسلام ؟ فكيف إذا كان مصدر

الخبر منافقاً أو كافراً ؟

فهو بالتأكيد لا يريد مصلحة الإسلام والمسلمين .

وانظر بعد ذلك مصادر الأخبار في عصرنا، ووكالات الأنباء،

والقنوات الفضائية، وما إليها من وسائل الإعلام،

وهي في معظمها بيد أعدائنا،

ومدى الفداحة التي تصيب ديار الإسلام وأهله بذلك، وما أكثر من يصدقها،

وينقلها، فيساعدهم بذلك في هدم كياننا، وإشاعة الكذب بين أهلنا،

وفي ذلك تقويتهم وضعفنا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق