الجمعة، 9 فبراير 2018

رؤوس أقلام (5)

بقلم د. عبدالحكيم الأنيس
تقريبُ المتباعِدَين:
من فضائل الأعمال: إصلاحُ ذات البين، وتقريبُ النفوس المتهاجِرة، وتحبيبُ القلوب المتنافرة،
وتجميعُ الوجوه المتدابرة، ولهذا في شريعتنا الغراء مكانة معلومة،
وقد عجبتُ حين قرأت قولاً للتابعي الجليل وهب بن منبه الصنعاني أنَّ شريعة النبي المبتلى الصابر أيوب عليه السلام
كانتْ بعد التوحيد: "إصلاح ذات البين"؛ كما في سيرته العطرة في "تاريخ دمشق" (59 / 10).

والواقع أنَّ هذا عمل شاق، ويَحتاج إلى فراسة وكياسة، وصبر ومُصابَرة،
ولكن مَنْ جرَّبه رأى له مُتعةً عَجيبةً، وأحسَّ في نفسه منه قوة غريبة.

قال بعضُهم:
رأيتُ مِنْ أمٍّ شَكًّا في مشاعر ابنٍ لها، فبادرتُ إلى تأكيد حبِّ ذلك الابن لها، وذكرِه إياها بالجميل من القول في غيبتها،
وإظهارهِ نيته بالبرِّ بها، وخدمتها، وتأمين متطلباتها... فهدأتْ نفسها، وارتاح قلبُها، وزال الشكُّ والعتبُ والتوجُّس.

أما أنا، فشعرتُ بسعادة كبيرة أني نجحتُ في شَعْبِ قلبين لا ينبغي لهما أنْ يَنكسِرا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق