الاثنين، 5 فبراير 2018

التزكية بين الحقيقة والإدعاء


تزكية الإنسان نفسه ضربان: أحدهما بالفعل وهو محمود،
وإليه قصد بقوله:

{قد أفلح من زكاها}
[الشمس:9]،

وقوله:
{قد أفلح من تزكى}
[الأعلى:14].

والثاني: القول كتزكية المرء نفسه وهو مذموم
وقد نهى الله عز جل عنه فقال:

{فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}
[النجم:32]،

أي لا تمدحوها على سبيل الإعجاب، ولا تشهدوا لها بالكمال والتقى،
فالله تعالى هو العالم بمن أخلص واتقى ربه في السر والعلن
-صفوة التفاسير ، ج3، ص 277.

فعلى المرء أن يتحقق بالتقوى والتزكية، وذلك بأخذه بأسبابها كما بينا،
وعليه ألا يدعي أنه هو الذي زكى نفسه فيمدحها، بل الواجب أن يعيد
الفضل لله وحده فهو الموفق لكل خير، وهو المزكي سبحانه،
وهذا واضح جليّ في الآيات الكريمة التالية:

{ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلًا}
[النساء:49]،

{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا
ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}
[النور:21].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق