الخميس، 8 فبراير 2018

العبد أكرم منا؟


خَرَجَ عَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ إِلَى ضِيَاعه ينظر إِلَيْهَا،

فَإِذَا فِي حَائِطٍ لنَسِيْب لَهُ عبد أَسْوَد، بِيَدِهِ رَغِيف وَهُوَ يَأْكُل لقمَة،

وَيطرح لكَلْب لقمَة، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اسْتحسنه،

فَقَالَ: يَا أَسْوَد! لمَنْ أَنْتَ؟

قَالَ: لمُصْعَب بن الزُّبَيْرِ.

قَالَ: وَهَذِهِ الضيعَة لِمَنْ؟

قَالَ: لَهُ.

قَالَ: لَقَدْ رَأَيْت مِنْكَ عجباً، تَأَكل لقمَة، وَتطرح لِلْكَلْبِ لقمَة؟!

قَالَ: إِنِّيْ لأَستحيي مِنْ عين تنظر إِليَّ أَنْ أَوثر نَفْسِي عَلَيْهَا.

قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَاشترَى الضَّيعَة وَالعبد، ثُمَّ رَجَعَ، وَإِذَا بِالعبد.

فَقَالَ:

يَا أَسْوَد! إِنِّيْ قَدِ اشْتَرَيْتُك مِنْ مُصْعَب.

فَوَثَبَ قَائِماً، وَقَالَ: جعلنِي الله عَلَيْك مَيْمُوْنَ الطَّلعَة.

قَالَ:

وَإِنِّيْ اشْتريت هَذِهِ الضيعَة.

فَقَالَ: أَكمل الله لَكَ خَيْرهَا.

قَالَ: وَإِنِّيْ أُشهد أَنَّك حُرُّ لوجه الله.

قَالَ:

أَحسن الله جزَاءك.

قَالَ:

وَأُشهد الله أَنَّ الضَّيعَة مِنِّي هديَّة إِلَيْك.

قَالَ:

جَزَاكَ اللهُ بِالحسنَى.

ثُمَّ قَالَ العَبْد:

فَأُشهد الله وَأُشهدك أَنَّ هَذِهِ الضَّيعَة

وَقْفٌ مِنِّي عَلَى الفُقَرَاء

فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُوْلُ: العَبْد أَكرم منَّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق