الاثنين، 7 يناير 2019

الشعور بالقلق والضيق (2)

الشعور بالقلق والضيق (2)

والرغبة في البعد عن الناس


ثانيًا: صرف الانتباه:

اصرفي التفكير عن الأمور التي تُثير إحباطَك، من خلال عملية التحفيز البصري،

عبر الاندماج في عملٍ ما يتملَّك لديكِ حاسة البصر،

كما هو الحال مع ألعاب الفيديو والبلاي ستيشن.

لا بأس من قضاء بعض الوقت في اللعب الترفيهي المباح، ما دام أنه

لا يلهينا عن أداء العبادات وقضاء الواجبات، وأنا هنا لا أعني اللعب

بالضرورة؛ بل ضرب المثال بما يتعلَّق بموضوع التحفيز البصري.

الاسترخاء وقضاء بعض الوقت في هدوء وسكينة وتأمُّل، بعيدًا عن

الضوضاء والمشكلات والارتباطات الاجتماعية، سواء تمَّ ذلك داخل البيت

أو خارجه، على البحر أو في الحديقة، أو أي مكان يستثير بهْجتَك ويُسعد قلبك،

وكذلك عبر الانهماك في قراءة كتاب جديد ومفيد، ونحو ذلك.

بعد التعامل مع الإحباط بطريقة بنّاءة، بعيدًا عن انفعالات الغضب

والشعور بالقلق، لا بد من شحن طاقات الطموح مجددًا، والبدء بالتخطيط

مرةً أخرى؛ ولكن بطريقة مناسبةٍ وواقعية هذه المرة؛ بحيث لا تصطدم

مع ظروفكِ ومع الواقع الاجتماعي الذي تعايشينه.

تكمن المشكلة عادةً في رسم أهدافٍ غير واقعية، أو لا تتناسب وواقعَنا

الاجتماعي ومع الناس من حولنا، أو لكونها أهدافًا تفوق مستوى القدرات

الحقيقية، وبالتالي فالنتيجة التي سنحصل عليها جراء هذا

الطموح الزائف أو اللاوقعي، هو الشعور بالإحباط.

وإذًا لا بد أن تكوني واقعيةً مع نفسكِ؛ لتتمكَّني من رسم حدود طموحكِ

بما يحقِّق لك الشعور بالسعادة والرضا، وأن تتكيفي مع الظروف الصعبة

والمستجدَّة والعقبات المثبطة بمنتهى المرونة، بعيدًا عن التعنت والتيبس؛

فـ"السنابل تنحني أمام العاصفة؛ ولكنها لا تنكسر"؛ كما تقول الحكمة،

ومن ثم عدم الاستسلام للمصاعب والمثبطات والعوائق النفسية

والاجتماعية، مهما بلغتْ وتجاوزتْ حدودها.

اقرئي قصص الكفاح والنجاح وشحذ الهم، وتعلَّمي منها، من تلك الكتب مثلاً:

1- كتاب "حكايات كفاح"؛ لمؤلفه الأستاذ كفاح فياض.

2- كتاب "كيف أصبحوا عظماء؟"؛ للدكتور سعد الكريباني.

3- كتاب "25 قصة نجاح، من البدايات الصعبة، والعثرات القوية،

إلى النهايات الناجحة"؛ لمؤلفه الأستاذ رؤوف شبايك.

أما الانفجارات العصبية، وانفعالات الغضب والتوتر والاضطراب،

فهي ردات فعلٍ لا تحقِّق طموحًا، ولا تبني بيوتًا، وقد قيل قديمًا:

"أوْسَعْتُهُمْ سَبًّا وَأَوْدَوْا بالإبل"؛ من أجل ذلك سيطري على انفعالاتكِ،

واضبطي نفسكِ، واستثمري طاقاتكِ الإبداعية بشكل جيد،

بدلاً من هدرها فيما يضرُّ ولا ينفع.

يبدو لي من عمركِ أنكِ محبطة من عدم إيجاد وظيفة، وسواء كان ذلك

هو السبب أم لم يكن، فالمهم هنا أن تعلمي علم اليقين أن الوظيفة وغيرها

من الطموحات ليستْ آخرَ الطموحات، وأن عدم قبولكِ في مكانٍ ما لا يعني

بالضرورة أنكِ مرفوضة من كل الأمكنة، وبدلاً من صرف الوقت في البحث

عن وظيفة، استثمري وقتكِ في تطوير مهاراتكِ عبر الالتحاق بدورة تعليميَّة،

فإن لم تكن ظروفكِ الاقتصادية تسمح بذلك، فالإنترنت مجال

خصب لتطوير المهارات والقدرات.

أما إن لم يكن الأمر مناسبًا لكِ، فاستعيضي عن تطوير مهاراتكِ خارج المنزل

بتنمية هواياتكِ كالرسم أو الشعر داخل المنزل، ولا تقفي عاجزة

حائرة، إن كنتِ بحق شخصية طموحًا.

ثقي - يا غالية - أن لديكِ الكثيرَ من المنافذ والطرق البديلة،

ولكنكِ لا تنظرين سوى إلى بؤرةٍ صغيرة معتمة، وتركِّزين كل الضوء فوقها،

وهذا عبث وهدر للطاقات النفسيَّة والجسدية، هُديتِ للخير.

أتمنى لكِ في الختام كل التوفيق والسعادة وراحة البال،

دمتِ بألف خير،، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق