الاثنين، 30 نوفمبر 2020

أنت مكلف بالسير...لا بالوصول

 أنت مكلف بالسير...لا بالوصول


من أنفع ما قرأت
ماهي قصة ضمرة بن جندب
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب، لم يتبق
في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم.
وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن
الصحابي الجليل:
" ضمرة بن جندب ''
رضي الله عنه

لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.
ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن
يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.

وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رحمه الله، وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره
في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول،
فوقف رحمه الله وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:

اللهم هذه بيعتي لك

ثم قال وهو يضرب الثانية:
وهذه بيعتي لنبيك

ثم سقط ميتًا ..
فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث
لضمرة، ثم نزل قول الله تعالى:

{ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ
وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ
فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }
النساء ١٠٠.

فجمع النبي أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير ،
الذي هو الحديث الأول في صحيح البخاري والأربعين النووية :

( إنما الأعمال بالنيات، و إنما لكل امرأ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله
و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او
إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).

فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم
يصل إلى المدينة .

*الطريق الى الله طويل، لايشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت
وأنت فيه*.

العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت
تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك لله ...

حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة.

اللهم سيّر قلوبنا إلى طاعتك
واحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق