السبت، 5 ديسمبر 2020

أعظم أنواع البر

 أعظم أنواع البر


وَمِنْ أعظَمِ أنْواعِ الْبِرِّ : بِرُّ الوالِدَين:



بِرُّ الوَالِدَيْنِ وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

وَلْيَعلَمِ الْبَارُّ بِالْوَالِدَيْنِ أنَّهُ مَهْمَا بَالَغَ فِي بِرِّهِمَا لَمْ يَفِ بِشُكْرِهِمَا.



وَقَدْ تَواتَرَتِ النُّصُوصُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاْلأَمْرِ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ

وَالْحَثِّ عَلى ذَلِكَ وَتَحْريمِ عُقُوقِهِمَا. وَلَا خِلَافَ أنَّ الْعُقوقَ مِنَ الْكَبَائِرِ،

بِإِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ (1).



وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ لهُ صُورٌ عَديدَةٌ وَمَظاهِرُ كَثِيرَةٌ قَد تخْفَى عَلى بَعضِ النَّاسِ،

وَمِنْ ذَلِكَ: وَمِنْ اَلْعُقُوقِ: عَدَمُ إِنْفَاذِ وَصِيَّتِهِمَا.



فَعَنْ أَبِي أُسَيْدْ مَالِكْ بْنْ رَبِيعَة اَلسَّاعِدِي قَالَ:



( بَيِّنًا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلُ مِنْ بَنِي سَلَمَهْ

فَقَالَ: يَا رَسُولُ اَللهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبُرُّهُمَا بِهِ بَعدَ مَوْتِهِمَا ؟

قَالَ: نَعَمَ اَلصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذْ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ

اَلرَّحِمِ الَّتِي لَا توصَلُ إِلَّا بِهمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا) (2).



إِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا: يَعني إِمْضَاءُ وَصِيَّتِهِمَا، وَمَا عَهِدا بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِمَا .

لِأَنَّ إِنْفَاذَ وَصِيَّتِهِمَا وَاجِب، وَالْإِسْرَاعُ بِإِنْفَاذِهَا إِمَّا وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٍّ؛

لِأَنَّ اَلْوَصِيَّةَ إنْ كَانَتْ فِي وَاجِبٍ فَلِلْإِسْرَاعِ فِي إِبْرَاءِ ذِمَّتِهِما،

وَإِنْ كَانَتْ فِي تَطَوُّعِ فَلِإِسْرَاعِ اَلْأَجْر لَهُما، وَالْوَصِيَّةُ إِمَّا وَاجِبَةٌ وَإِمَّا تَطَوُّعٌ .

قَالَ أَهْلَ اَلْعِلْمِ: فَيَنْبَغِي أَنْ تُنَفِّذَ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَا (3).

______________________________________

(1) شرح الإمام النووي على صحيح الإمام مسلم.

(2) أخرجه الأئمة أحمد وأبو داود، وابن ماجة، وابن حبان.

(3) الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة ابن عثيمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق