الخميس، 3 ديسمبر 2020

ما أعظم رحمة الله

 ما أعظم رحمة الله


ما الحكمة من قول الله عز وجل في القرآن الكريم: "لا يحب". ولم يقل:

"يكره"؛ فلم يرد أن الله "يكره" أحدًا من خلقه، لكن ورد أنه "لا يحب"؟!*

قال الباحث في القرآن والسنة الأستاذ علي بن نايف الشحود في

(الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم): «ومن دقة التعبير القرآني

أن كلام الله تعالى كلام اللطيف الخبير، فما معنى قوله:

(إن الله لا يحب الظالمين)؟ بمعنى يكره الظالمين، لكنه سبحانه لا يستخدم

لفظ يكره حتى مع الكافرين، فهناك فرق في أسلوب الخطاب بين أن تقول

لا يحب أو يكره، فمعنى صيغة لا يحب الظالمين *أنه يفتح أمامهم المجال

أنهم لو تخلوا عن صفة الظلم هذه، لأحبهم الله تعالى. وهذا من باب رحمة

الله تعالى بالناس أجمعين.

أما صيغة يكره فهي تسد الأبواب وتغلقها أمام الظالمين. كأن الله تعالى

يوجه خطابه إلى الظالمين أو الكافرين أو غيرهم أنه يا من فيه صفة من هذه

الصفات التي لا يحبها الله تعالى، تخلّوا عن هذه الصفات حتى أحبكم، وكأنه

سبحانه وتعالى يفتح الباب أمام الناس حتى يشملهم حبه تعالى*.

"لا يحب" لا تشمل "يكره"، لكن "يكره" تشمل "لا يحب"، أي: إن كنتُ

"أكره" شخصًا ما فأنا بالضرورة "لا أحبه"، لكني إن كنت "لا أحب"

شخصًا ما فليس من الضروري أني "أكرهه".

*و"لا يحب" ورد معها سبب عدم الحب كي يتجنبه العبد ويحظى بحب الله،

وأيضًا فيها ذكر للفظ "يحب" حتى يعلق القلوب بحب الله ويحثهم على

ترك علة عدم الحب.*

أما تعبير "كره" في القرآن الكريم، فقد ورد للفعل وليس للفاعل، مثل:

{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ

فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} التوبة ٤٦.

*ما أعظم رحمة الله !*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق