الخميس، 18 فبراير 2021

ما شاع الظلم في أمة إلا أهلكها 1 - 2

 

ما شاع الظلم في أمة إلا أهلكها 1 - 2


الظلم ما شاع في أمة إلا أهلكها، ولا انتشر في بلدة إلا خربها ولا حل في قرية إلا دمرها قال تعالى: «وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا» فلا يجوز لأحد أن يظلم الاخرين، أو يؤذيهم أو يضرهم، أو يتجنى عليهم، أو يعتدي على مصالحهم، أو يمنعهم حقوقهم. وقال سبحانه: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ»، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ لِيُملِي للظَّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ». يقول ابنُ القيّم: أصلُ كلِّ خيرٍ هو العلم والعَدل، وأصلُ كلِّ شرٍّ هو الظلم والجهل والظالم من أحرى الناس بلعنة الله تعالى وناره وغضبه، يقول الله سبحانه وتعالى: «يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ».

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم من بطونهم أحراراً. وقد اقتضت سنة الله تعالى، وهو الحكم العدل، هلاك الظالمين ومحق المعتدين وقطع دابر المفسدين، سواء كان الظالم فرداً أو جماعة، حزباً أو طائفة، قال الحافظ بن رجب: الغالب أن الظالم تعجل له العقوبة في الدنيا وإن أمهل فإن الله يملي له حتى إذا أخذه لم يفلته. وإن من أكبر الطغاة الظلمة الذين عجل الله لهم العذاب فرعون الذي جعله الله نموذجاً لغيره من الطغاة: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» (القصص4ا). ومن الظلمة الذين مروا في التاريخ قارون الذي بغى على قومه لما آتاه الله من الكنوز ما تنوء بثقله العصبة أولو القوة، فكانت النتيجة « فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِين» (القصص81).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق