الأربعاء، 17 فبراير 2021

روائع الإعجاز النفسي (76)

 روائع الإعجاز النفسي (76)

الأثر النفسي السيئ لأكذوبة الأبراج
يقول أحد الخبراء إن ملايين الدولارات تُصرف على برامج التنجيم والتنبؤ
بالغيب وتحليل الشخصية ومعرفة المستقبل من خلال ما يسمى الأبراج،
وملايين أخرى يتكبدها الناس نتيجة تصديقهم لهذه الأكاذيب. وقد يظهر
أحياناً من يسمي نفسه "عالم فلك" ويحاول أن يقنعنا بتأثير النجوم باعتبار
أن هذه النجوم تبث أشعة تخترق الغلاف الجوي للأرض وتؤثر على البشر
كل حسب تاريخ مولده!

لقد دارت وتدور كل يوم أحاديث كثيرة عن التنجيم والأبراج ومحاولة التنبؤ
بالمستقبل الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. فالتنجيم هو عمل يحاول
من خلاله المنجمون أن يخبروا الناس بمستقبلهم ويدعون أنهم يعلمون
الغيب. ويستعينون ببعض الكواكب والنجوم لإقناع الناس بصدق نبوآتهم.
إنهم يدعون أن هذه النجوم والأبراج تؤثر في سلوك البشر وتحدد
مستقبلهم، فماذا يقول العلم الحديث في هذا الشأن؟

لو تأملنا المسافات التي تفصلنا عن النجم لوجدناها هائلة الكبر لدرجة
لا يتصورها عقل بشري إلا بالأرقام. فأقرب نجم لكوكبنا يبعد عنا أكثر
من أربع سنوات ضوئية، أي أن الضوء الصادر من هذا النجم يستغرق أكثر
من أربع سنوات لقطع المسافة من هذا النجم باتجاه الأرض. و هذه المسافة
تقدر بـ (10) مليون مليون كيلو متر تقريباً، فهل يبقى بعد هذا البعد
الشاسع من تأثير لهذا النجم، و هذا حال أقرب النجوم إلينا. فكيف بأبعدها؟

يحاول المنجمون رسم صور توحي بأنهم يتحدثون على أساس علمي ولكن
الحقيقة عكس ذلك، وربما نرى المشاكل الكثيرة التي تحدث اليوم بسبب
اللجوء إلى الدجالين، وكثير من الناس أصيبوا بالإحباط وخسارة الأموال
وكسبوا السيئات نتيجة لجوئهم إلى ما نهى الله ورسوله عنه.

أقرب مجرة إلى كوكبنا هي مجرة الأندروميدا، Galaxy Andromeda
أو M31 وهي مجرة تبعد عنا بحدود 2.25 مليون سنة ضوئية، تخيلوا أن
الضوء يستغرق أكثر من مليوني سنة ليصل إليها، ولا يصل منه إلا شعاع
ضعيف لا يرى إلا بوضوح بالمكبرات، بالله عليكم: كيف يمكن لنجم في هذه
المجرة التي تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم أن يؤثر
على مصير إنسان؟؟!

الآن نأتي إلى أبعد نجم عن كوكبنا، لقد اكتشف العلماء مؤخراً مجرة تبعد
عنا أكثر من عشرين ألف مليون سنة ضوئية. أي أن هذه المجرة تبعد
بحدود عشرين ألف مليون مليون مليون كيلو متر! وتأمل معي هذه المسافة
الضخمة وهذه المجرة تضم أكثر من مئة ألف مليون نجم!

فإذا كانت المجرة بما تحويه من نجوم لا تكاد ترى أو يُلمس لها أي أثر،
فهل من المعقول أن نجماً فيها يؤثر على حياة البشر وتصرفاتهم
وعلاقاتهم؟! هناك مجرات تبعد عنا بحدود 20 ألف مليون سنة ضوئية، أي
أن ضوء المجرة استغرق 20 ألف مليون سنة حتى وصل إلينا، هذه المجرة
لا تُرى بالعين المجردة، ولا يصل منها إلا شعاع ضعيف جداً يحتاج لتكبيره
آلاف المرات، ونقول: كيف يتأثر البشر بضوء هذه المجرة؟ وإذا علمنا أن
الكون يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة كهذه، كيف يمكن لكل هذه
المجرات أن تؤثر وتتحكم في عواطف البشر وتصرفاتهم؟!

من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق