الثلاثاء، 8 يونيو 2021

الإخلاص وأثره في العمل

 

الإخلاص وأثره في العمل

الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام

على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ

إلى يوم الدين. أما بعد:

أيها الأحبة:

أمر خطير، غفل عنه الكثير، إذا نزع أو ضعف من أعمالنا أصبحت أعمالنا

هباء، لا قيمة لها ولا أثر ملموس في الواقع، وإذا وجد هذا الأمر فيها لمسنا

الأثر بإذن الله – تعالى-، إنه الإخلاص لله، إخلاص العمل..



لقد أمرنا الله – تعالى- بإخلاص الدين



،{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}

البينة: 5.

وبين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن المولى جل وعلا لا يقبل من الأعمال

إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، فعن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه –

قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال:

أرأيت رجلاً يلتمس الأجر والذكر ما له؟

فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:

"لا شيء له" فأعادها ثلاث مرات،

يقول له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " لا شيء له " ثم قال:

" إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغِي به وجهه ".1



وفي الحديث الآخر عن أبي هريرة – رضي الله عنه –

قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:

" قال الله – تبارك وتعالى -: أنا أغنى الشركاء عن الشرك،

من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ".



وقد ذكر ابن تيمية – رحمه الله -: أن إخلاص الدين هو الذي لا يقبل الله –

تعالى- سواه، وهو الذي بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل، وأنزل به

جميع الكتب، واتفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهذا هو خلاصة الدعوة النبوية،

وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رحاه. أ.ه



أيها الأحبة: إن العمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد

ويستمر، وإذا كان كثيراً ورصدت له الإمكانيات والجهود ولكن لم يصاحبه

إخلاص فإنه لا يثمر ولا يستمر، وقد قيل: ما كان لله دام واتصل،

وما كان لغير الله زال وانفصل..



قال ابن القيم – رحمه الله -: "العمل بغير إخلاص

ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه".



وقال الفضيل بن عياض في تفسير قوله –تعالى-:



{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}

الملك: 2،



قال: هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي؟ ما أخلصه وأصوبه؟ فقال:

إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن

خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً.. الخالص أن يكون لله والصواب

أن يكون على السنة. ثم قرأ قول الله -تعالى-:



{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}

سورة الكهف: 110.5



وقال مكحول: ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكم

من قلبه على لسانه.



وللإخلاص ثمرات عظيمة وفوائد جليلة من ذلك:-



1. أنه الأساس في قبول الأعمال والأقوال.



2. الإخلاص هو الأساس في قبول الدعاء.



3. الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدنيا والآخرة.



4. يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام.



5. يحرر العبد من عبودية غير الله..



6. يقوي العلاقات الاجتماعية وينصر الله به الأمة.



7. يفرج شدائد الإنسان في الدنيا والآخرة.



8. يحقق الطمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسعادة.



9. يقوي إيمان الإنسان ويُكرِّه إليه الفسوق والعصيان..



10. سبب لحصول البركة.



وأخيراً أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الإخلاص

في أقوالنا وأفعالنا إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق