الثلاثاء، 30 مارس 2021

عالج نفسك بالقرآن (04)

 عالج نفسك بالقرآن (04)


عالج نفسك بالقرآن
أول دراسة علمية موثقة حول العلاج بالقرآن الكريم
"كيف تعالج نفسك من دون معالج"
الحمد لله الذي جعل كتابه شفاء ورحمة للمؤمنين، وصلى الله على من أرسله
الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم. وبعد:

فمنذ آلاف السنين بحث الإنسان عن الشفاء في كل مكان وبكلّ الأساليب،
فقد ظن بأن الشفاء في عبادة الآلهة، أو السجود للشمس، أو عبادة النار،
أو التقرب من الأصنام ..... وغير ذلك من المعتقدات الخاطئة. ولكن عندما
جاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حدّد لنا المنهج السليم في التداوي،
وأنزل الله عليه القرآن الذي جعله الله شفاء للمؤمنين.

وعلى مدى أربعة عشر قرناً كان العلاج بالقرآن من الأمور البديهية لدى
المسلمين، يعالجون به أي مرض يتعرضون له إيماناً منهم بقوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }
[يونس: 57].

وبعد التطور الكبير لأساليب العلاج الطبية والتي تعتمد على العلاج بالمواد
الكيميائية، حقق الأطباء نجاحات مبهرة في مختلف ميادين الطب، وأصبح
أطباء المسلمين في معظمهم بعيدين عن أسلوب العلاج بالقرآن الكريم
والرقية الشرعية. فعلم الطب جاءنا من علماء الغرب وهم أناس ماديون
لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، ويردّون أي ظاهرة إلى الطبيعة.

ولذلك فقد تأثر أطباؤنا المسلمون بهذه النظرة، ولم يعد لديهم الثقافة
الشرعية التي تجعلهم يهتمّون بالعلاج بالقرآن، ومن هنا كان لابدّ ونحن نرى
حقائق مؤكدة عن شفاء القرآن لحالات مستعصية مثل السرطان، أن نبحث
عن الأساس العلمي للشفاء بالقرآن، وبعبارة أخرى: كيف يمكن أن يُشفَى
المريض بمجرَّد تلاوة بعض الآيات القرآنية؟

وما هي العمليات التي تحدث في داخله بدقة؟ والهدف من ذلك هو محاولة
لوضع الأساس العلمي للعلاج بالقرآن عسى أن نقنع أطباءنا بهذا الأسلوب
القوي في علاج أشد الأمراض خطورة.

وسوف نرى بأن القرآن الكريم له تأثير مذهل على جميع أجهزة الجسم
وأهمها النظام المناعي، وسوف نثبت أن قراءة الآيات القرآنية يؤدي إلى
زيادة مناعة الجسم بصورة كبيرة، وأيضاً يؤدي إلى إعادة التوازن لنظام
عمل الخلايا، وبخاصة خلايا الدماغ والقلب.

ويمكن القول إن هذا البحث هو بمثابة برهان ودليل على أن إعجاز القرآن
لا يقتصر على علوم البلاغة والكون والتشريع، بل هنالك إعجاز شفائي،
أي هنالك خاصية أودعها الله في آيات كتابه وهي عبارة عن معلومات
عندما تصل إلى دماغ المستمع فإنها تعيد برمجة الخلايا وتغذيها بالتعليمات
الصحيحة لتقوم بعملها على أكمل وجه.

فالدماغ والقلب عضوان سخرهما الله تعالى لنا وأودع فيهما أسراراً كثيرة،
وجعل القلب موجِّهاً للدماغ في عمله، بل إن العلماء كشفوا وجود خلايا
عصبية معقدة في القلب تؤثر على الجسد كاملاً.

وربما نتذكر حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما أكد لنا أن الجسد
يحوي مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله
ألا وهي القلب.

وإن الاستماع إلى القرآن يؤدي إلى تنشيط عمل القلب واستقراره وإزالة
التوتر والاضطراب، وبالتالي اطمئنان القلب وهو ما ينعكس على عمل بقية
أجهزة الجسم.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق