الجمعة، 2 أبريل 2021

القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان (18)

 القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان (18)

القاعدة الرابعة

نبذ البطالة والبطالين ومصاحبة ذوي الهمم



أعلم رحمني الله وإياك.

شوقك إلى الله

وهمتك وتمارين عزيمتك

ومعرفتك بفضل المواسم

كل هذا يذهب هباءً منثوراً ، دخانا في الهواء،



إذا كان معاك صاحب بطال واحد فقط قد يجرك إلى البطالة وينسيك كل هذا

ينسيك شوقك إلى الله ، وينسيك معرفتك بفضل المواسم ، وينسيك تمارين

العزيمة، وينسيك نفسك كلها فالعلاج لابد أن يكون متناسق ومتوائم ،

فلا مكن أن يمارس أحد القواعد دون الأخرى..



فهذه القواعد لابد أن يعمل بها متظافرة ، بل هذه القواعد من أعظم القواعد

التي يجب أن يطبقها المسلم طول حياته أن لا يكون أصدقائه وأصحابه

وخلانه ورفقائه وجلساءه إلا الذين يطيعون ، ويعينونه على طاعة

الله عز وجل



صديق لا يطيع الله كسول ، وإن كان ملتزم ، وإن كان هَديهُ الظاهر محمديا

ومع ذلك لا يعينك على طاعة الله هذا لا يستحق أن تتخذه جليسا أو خليلا

أو صاحبا ابد أن يكون جليسك وصاحبك هو الذي يسحبك



أما الذي لا يعينك على الطاعة تعطيه حقوق الاخوة العادية التي هي حق

لكل مسلم أما حقوق الأخوة الخاصة الأخوة الإيمانيه ، هذه لا تُعطى

إلا لأصدقاء الخير ، جلساء الصلاح والإيمان ، الذين يرفعون ميزان الإنسان

كل يوم ولا يستدرجونه ويدركونه



نبذ البطاله والبطالين ليست مجرد حل، بل هي سمة

أن لا ترى مع البطالين

أن لا ترى إلا مع الصالحين

أن لا ترى إلا مع المجتهدين

مع المشمرين مع الطائعين



وهذا دليل على صدق عزيمتك ، وصدق رغبتك فيما عند الله عز وجل



قال الله للنبي الذي يُصلح أُمة، يصلح بشرية !! خير الخلق أجمعين !!

أن يصحب المجدين في السير إلى الله وترك الغافلين فقال عز وجل



{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ

وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ

عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}



أي : اتبع الصالحين وكن معهم ولا تتبع البطالين والمفسدين

وقال عز وجل:



{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ }



ليس هناك أشأم على السائر إلى الله من البطالة وصحبة البطالين،

فالصاحب ساحب، والقرين بالمقارّن يقتدي. بل سيظل راضيا عن نفسه،

مَاناً على ربه بتلك الدقائق التي أجهد نفسه فيها ولكنه لو رأى الأوتاد

من حوله تقف الساعات الطوال في تهجد وتبتل وبكاء ، وهم متقالون !!

فأقل أحواله أن يظل حسيرا كسيرا على نفسه



فالذي يذهب ليصلي التراويح مثلا في مسجد يصلي ب حزب من القرآن،

يخرج ويحكي عن جمال الصلاة وطولها وكأنه قام بالقرآن كاملا، لماذا ؟

لأنه لم يرى حوله إلا أناس متواضعين في الطاعة

ولكن إذا ذهب ليصلي مع أناس يصلون ٥ ساعات ب ٦ أجزاء

هذا يتوارى خجلا ولسانه حاله يردد



أنا العبد المخلف عن أناسٍ **

** حَوَوا من كل معروف نصيباً



فولدك حين يصاحب المتفوقين في الدراسة ، يتفوق دراسيا ، اليس كذلك ؟!

والعكس صحيح



وأما العباد من البشر يأتون يوم القيامة ، هذا الذي عبد ربه ٧٠ سنة ، وظل

عمره متنسكاً لربه ، يأتي يوم القيامة فيرى الملائكة ، الذين خلقوا منذ

خلقت السماوات والأرض سجداً ركعاً قوّماً..

يأتون يوم القيامة فيقولوا:

" ربنا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك "



فلابد أن يرى نفسه مقصراً في حق الله.. فحاول أن تستكثر مع إستقلال

ما قدمته لربك من طاعات



{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم

بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}



قال الشافعي :

طلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات،

فإن أحدهم لم يزل تعبانا في كل زمان



و قيل لأحد الزهاد

كيف السبيل ليكون المرء من صفوة الله ؟

قال:

إذا خلع الراحة وأعطى المجهود في الطاعة ..



أما البحث عن أصحاب الهمم والمروئات وأصحاب الطاعة لله ، فهي بغية كل

مخلص في السير إلى الله



قال زين العابدين

إنما يجلس الرجل لمن ينفعه في دينه



ولما أراد قاتل المائة أن يتوب حقًا قيل له:

اترك أرضك فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا وكذا

فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم.



فلابد لمن أراد تحصيل المغفرة من شهر رمضان أن يترك المُخْلِدين

إلى الأرض ويزامل ذوي الهمم العالية



كما قال الجنيد: سيروا مع الهمم العالية.



وقال الحسن البصري:

إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يُذّكّروننا بالدنيا

وإخواننا يُذّكّروننا بالآخرة



قال شاعر:

لعمرك ما مالُ الفتى بذخيرة **

**ولكنَّ إخوان الثقات الذخائرُ



وكان من وصايا السلف انتقاء الصحبة

قال الحسن البصري :

إن لك من خليلك نصيبا ، وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت ،

فانتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس



فاجتهد أيها الأريب باحثًا عن أعوان المسيرأصحاب الهمم العالية ، أبحث

عنهم في المساجد بالضرورة ، وفي مجالس التقاة ، ولو اقتضى الأمر أن

تعلن في الصحف السيارة:

مطلوبٌ : معينٌ على الخير في شهر رمضان

يتبع بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق