الأحد، 5 سبتمبر 2021

الخسوف وعلامات الساعة (2)

 

الخسوف وعلامات الساعة (2)


وعَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
أَنَّهُ قَالَ:
(لَيَشْرَبَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، وَتُضْرَبُ عَلَى
رُءُوسِهِمُ الْمَعَازِفُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ).
[سنن البيهقي].

♦ وروى الترمذي عن أَبي صَخْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ،
فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ فَلَا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ،
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
(يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ أَوْ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ القَدَرِ).
[صححه الألباني]

♦ وروى مسلم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلَاهَا عَنْ
الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ
[أي جيش ليفتك به] فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ)
فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ:
(يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ).

♦ وروى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ:
عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ
صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ فَقَالَ:
(الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ
حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ [بيداء المدينة] خُسِفَ بِهِمْ) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ
الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ قَالَ نَعَمْ فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ
يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ)..
وفي الحديث فضيلة التباعد عن أهل المعاصي والظلم، وفيه أن من كثر
سواد قوم جرى عليه حكمهم في عقوبات الدنيا.

♦ وَعَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةَ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ:
(يَا هَؤُلاَءِ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا [أي قريب من المدينة]
فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ). [رَوَاهُ أحمد الْحُمَيْدِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ].

♦ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ:
(يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ
أَوْ الْبُصَيْرَةُ فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا
[الأرض التي تعلوها الملوحة فلا تنبت] وَكِلَاءَهَا [ما كان على شاطئ
النهر، وهو الموضع التي تربط فيه السفن] وَسُوقَهَا وَبَابَ أُمَرَائِهَا
[لكثرة الظلم الواقع منهم] وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا، فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ
وَرَجْفٌ، وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ).
[أبو داود وصححه الألباني].

♦ وقد حدثت خسوفات على مر التاريخ
وهي غير الخسوفات الثلاثة العظمى بين يدي الساعة.

♦ قال تعالى في شأن قارون:
{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ
وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }
[القصص:81].

♦ قال القرطبي: وقد وقع بعضها في زمن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ذكره بن وهب، وذكر أبو الفرج بن الجوزي أنه وقع بعراق العجم زلازل
وخسوفات هلك بسببها خلق كثير... وقد وقع ذلك عندنا بشرق الأندلس
فيما سمعناه من بعض مشايخنا بقرية يقال لها «قطرطندة» من قطر دانية
سقط عليها جبل هناك فأذهبها، وأخبرني أيضا بعض أصحابنا أن قرية
من أعمال برقة يقال لها «ترسة» أصابها زلزلة شديدة هدت حيطانها
وسقفها على أهلها فماتوا تحتها ولم ينج منهم إلا قليل.

♦ وقال ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»
في حوادث سنة ست وأربعين وثلاثمائة:
فيها كان بالري ونواحيها زلازل عظيمة خارجة عن الحد ثم خسف ببلاد
الطَّالَقان في ذي الحجة فلم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلا، وخسف
بمائة وخمسين قرية من قرى الري واتصل الخسف إلى حلوان فخسف
بأكثرها وقذفت الأرض عظام الموتى وتفجرت منها المياه، وتقطع بالري
جبل، وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار ثم خسف
بها، وانخرقت الأرض خروقًا عظيمة وخرج منها مياه نتنة ودخان عظيم
هكذا نقل الحافظ أبو الفرج بن الجوزي في تاريخه.

وفيها نقص البحر ثمانين ذراعًا وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعد.

♦ وذكر ابن كثير أنه في سنة خمس وعشرين وأربعمائة كثرت الزلازل
بمصر والشام فهدمت شيئًا كثيرًا، ومات تحت الهدم خلق كثير، وانهدم
من الرملة ثلثها، وتقطع جامعها تقطيعًا، وخرج أهلها منها هاربين
فأقاموا بظاهرها ثمانية أيام، ثم سكن الحال فعادوا إليها، وخُسف بقرية
البارزاد وبأهلها وبقرها وغنمها، وساخت في الأرض، وكذلك قرى
كثيرة هنالك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق