الاثنين، 6 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (130)

 
موسوعة المؤرخين (130)


ابن العديم .. نسبه ومولده (05)

وفاة ابن العديم
لم يَرُقْ لابن العديم المقامُ في حلب والعيش بها، فلم يتحمَّل أن يرى
بلدَه الحبيب في خراب بعد العمار، وفي ذُلٍّ وهوان بعد العِزِّ، وفي فقر بعد
الغِنى، وهو الذي أحَبَّه، وسَطَّرَ تاريخه، وعاش في أكنافِه؛ ولذلك فقد
انطلق ذاهبًا إلى مصر، وعاد إلى القاهرة، ولكنَّ المنِيَّةَ لَم تُمهِلْه طويلاً،
فلم يمضِ عامٌ على عودته إلى القاهرة حتى قضى نَحْبَه في العشرين من
جُمادى الأولى سنة 660هـ، ودفن من يومه بسفح جبل المقطم . وهكذا
ختمت حياة عاطرة، عامرة بالمجد، مترعة بالجد، خلفت لحلب ذكرًا
لا يَبْلَى، وفخرًا لا ينقطع، وكان للشام بموته حزن عميق وفراغ واسع .

مؤلفات ابن العديم
رأينا من خلال ترجمة حياة ابن العديم أنَّه اتَّصل بالعلم وأهله منذ
صباه، وسَمِعَ على شيوخٍ أجِلاَّء، وأنه قد سافر لإكمال التحصيل إلى أقطارٍ
عديدة، من أهَمِّها: العراق، والشام، والحجاز، وأنه قد أخذ العلم عن
علماء أعاظم، ثم عاد ونال مناصِبَ إدارية وسياسية في حلب ، كما أنَّه
كان يَمتلك مكتبةً زاخرة بشَتَّى أنواع الكتب؛ ولذلك فقد صرف ابنُ العديم
أكثرَ عمره فيما ينفع العلم وأهله، فقد كان يؤلف حينًا، ويجمع حينًا، وينقل
من الكتب النادرة وغير النادرة، ثم يستنسخ لغيره ما يقع عليه .
وقد ذكر ياقوت الحموي من مؤلفات ابن العديم عِدَّة كتب مما وصل إليه،
وقد وصل إلينا من هذه الكتب أكثرُها، وضاع منها أقلها، ومن أهم هذه
المؤلفات:

1- كتاب الدراري في ذكر الذراري.
2- كتاب الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة.
3- كتاب ضوء الصباح في الحث على السماح.
4- كتاب في الخط وعلومه ووصف آدابه وأقلامه وطروسه.
5- كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري
عن أبي العلاء المعري.
6- تذكرة ابن العديم.
7- الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب.
8- كتاب تبريد حرارة الأكباد في الصبر على فقد الأولاد.
9- بغية الطلب في تاريخ حلب.
10- زبدة الحلب في تاريخ حلب.
كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب

ذكره ياقوت الحموي وهو ينصف لتصانيف ابن العديم، قال: "كتاب
تاريخ حلب في أخبار ملوكها وابتداء عمارتها، ومَن كان بها من العلماء
ومَن دَخَلَها من أهل الحديث والرِّواية والدِّراية والملوك والأمراء
والكتاب" . وذكره ابن العديم نفسه في كتابه "الإنصاف والتحري"،
فقال: ومن أراد استقصاء أخبارهم وفضائلهم وأشعارهم، فعليه بكتابي
المُطَوَّل في تاريخ حلب، ففيه مقنع لمن قصد شيئًا من ذلك أو طلب .
وكذلك فقد ذكره ابن خلكان، ونقل عنه في عِدَّة مواضع، منها أنَّه قال
في ترجمة وهب بن وهب: وقد نقلتها من خط القاضي كمال الدين بن
العديم من مسودة تاريخه ، وقال في ترجمة صلاح الدين يوسف بن أيوب:
"ورأيت في تاريخ حلب الذي جمعه القاضي كمال الدين أبو القاسم عمر
بن أحمد المعروف بابن العديم الحلبي ..." . وذكره السخاوي، فقال:
وللكمال عمر بن أحمد بن العديم في تاريخها كتاب حافل سَمَّاه "بغية
الطلب" وقفت على كثير منه .." .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق