الجمعة، 10 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (134)

 

موسوعة المؤرخين (134)



عز الدين ابن شداد .. المؤرخ الجغرافي الأديب (04)
تابع من مؤلفاته

الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة
وكتاب ابن شداد "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة"
يعدُّ أعظم كتبه وأكثرها شـهرةً وأهميَّة، وقد ابتـدأ تأليفه نحو سنة
(671 هـ = 1272 م)، وانتهى منه في نحو سنة
(680 هـ = 1281 م).

والأعلاق تعني: النفيسة من كل شيء والخطيرة من الأمور. وكأنَّه أراد
بهذه التسمية ذكر نفائس أخبار أمراء الشام والجزيرة وأعظمها أهميَّة،

واتَّبع ابن شداد في تسمية الكتاب أسلوب عصره وهو السجع.
وموضوع الكتاب لا ينصب على أخبار الأمراء فحسب؛ بل شمل دراسة
إقليم الشام ومدنه جغرافيًّا، وتوسَّع في أخبار أمراء الجزيرة منذ فتحها
على يد عياض بن غنم سنة (17 هـ = 638 م)، وانتهاء بأبي الفضائل
سعيد الدولة بن شريف بن علي الحمداني، الذي مات سنة (
393 هـ = 1002 م)، وانقراض دولة بني حمدان.

أمَّا سبب تأليف الكتاب، فقد أوضحه العز بأنه إظهار الشكر للسلطان
الظاهر بيبرس بوضع كتابٍ يذكر فيه ما حقَّقه من الفتوحات،
وما استرجعه من أراضٍ كانت بيد الأعداء.

وقد أوضح ابن شداد في ديباجة كتابه ومقدِّمته منهجه في الكتاب
وأقسامه والموضوعات التي بحثها، فلم يترك شيئًا عن مدن الشام
والجزيرة إلا ذكرها، مثل أصل الأسماء والفضائل والمدن وما فيها
من مساجد ومدارس وحمامات وغيرها من المنشآت، وتفصيل أخبار
دمشق وحمص وقنسرين والعواصم.

وقد جعل المؤلف كتابه في ثلاثة أجزاء، أولها لحلب وتوابعها،
والثاني لمدينة دمشق، والثالث للجزيرة.

وقد صوَّر ابن شداد في كتابه حالة التمزق التي كانت تعيشها المنطقة
مع الأخطار الخارجية، وعرض جوانب القوة المعنوية والإيمان
من جهة أخرى.

ويمكن القول: إن كتاب الأعلاق كتاب تاريخي جغرافي، وهو من الكتب
الجليلة القدر، ومن أفضل ما صُنِّف في تاريخ وجغرافية الشام من الكتب
التراثية في حقبة الغزو المغولي والغزو الصليبي.

سيرة الظاهر بيبرس
وأما كتاب "سيرة الظاهر بيبرس" فيتناول حياة السلطان بيبرس
في الفترة الواقعة ما بين (670 - 676 هـ = 1272 - 1278 م)، وما
تيسَّر من أمور دفنه وما وقف عن روحه، وينتهي بلائحة إجماليَّة لخصال
السلطان وإنجازاته وأوصافه الحسنى.

وقسم ابن شداد مؤلفه إلى 28 فصلًا، رُتِّبت في شكلٍ يسمح بتداخلها،
وفي ثنايا فصول هذا الجزء يكون السلطان محور الحادثة التاريخيَّة؛
فقد رصد ابن شداد تحرُّكاته ونشاطاته المتعدِّدة على الصعيدين
الداخلي والخارجي.

وفاته
تُوفِّي ابن شداد رحمه الله في مصر في السابع من صفر سنة
(684 هـ = 1285 م)، ودُفن بسفح المقطم بالقاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق