الخميس، 9 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (133)

 
موسوعة المؤرخين (133)


عز الدين ابن شداد .. المؤرخ الجغرافي الأديب (03)

من مناقبه
قال عنه الذهبي رحمه الله: "الرئيس، المنشئ، عز الدين، أبو عبد الله
الأنصاري، الحلبي، الكاتب...، وكان أديبًا فاضلًا، حسن المحاضرة...،
وكان من خواصِّ السلطان الملك الناصر يوسف، ذهب في الرسليَّة عنه
إلى هولاكو وإلى غيره، ثم سكن الديار المصريَّة بعد أخذ حلب، وكان ذا
مكانةٍ وحرمة عند الملك الظاهر وولده والملك المنصور، له توصُّلٌ
ومداخلة، وفيه تودُّدٌ ومروءة ومسارعة لقضاء حوائج الناس، وقد روى
شيئًا، وسمع منه المصريون...، وله حرمةٌ تامَّةٌ ورأي".

وقال الصفدي: "كان رئيسًا حسن المحاضرة، صنَّف تاريخًا بحلب وسيره
للملك الظاهر... وكانت له مكانة عند الملك الظاهر بيبرس والملك
المنصور قلاوون، وحرمته وافرة، وله توصل ومداخلة، وعنده بشرٌ
كثير، ومسارعةٌ إلى قضاء حوايج من يقصده". وفي موضعٍ آخر:
"وروى شيئًا وسمع منه المصريون".

وقال ابن كثير: "الشيخ عز الدين محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد،
تُوفِّي في صَفَر، وكان فاضلًا مشهورًا، له كتاب سيرة الملك الظاهر، وكان
معتنيًا بالتاريخ"، وقال ابن العماد: "ابن شدَّاد الرئيس المنشئ البليغ".
وقال الزركلي: "مؤرِّخ، من رؤساء الكتَّاب...،
وكان معظَّمًا عند الأمراء محبوبًا لديهم".

مؤلفات ابن شداد
من الكتب التي ألَّفها ابن شداد والتي اهتدي إليها: "جنى الجنتين
في أخبار الدولتين"، ذكره ابن شداد في كتابه "الأعلاق الخطيرة"، ولعلَّه
في الدولة الخوارزمية والأيوبية ولم يصل إلينا ذكر شيءٍ عن مخطوطته،
و"سيرة الظاهر بيبرس"، و"القرعة الشدادية الحميرية" أو "تحفة
الزمن في طرف أهل اليمن"؛ وقد ذكره بروكلمان في "تاريخ الأدب
العربي"، وقال: إن مخطوطته بـ الهند.

و"الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة"، وذكره بعضهم باسم
"الدرة الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة"، ولعلَّه آخر مؤلفاته.

وقد نشر المستشرق الفرنسي "دومينيك سورديل" القسمَ الأوَّل من
الجزء الخاص بتاريخ حلب سنة 1953 م، ونشر "سامي الدهَّان" الجزء
الثاني وهو القسم الأول من تاريخ دمشق سنة 1956 م، والقسم الثاني
الخاص بتاريخ لبنان والأردن وفلسطين سنة 1963 م، في المعهد
الفرنسي للدراسات العربية بدمشق.

وحقَّق الجزء الثالث والأخير الخاص بتاريخ الجزيرة والموصل يحيى
عبارة، ونشرته وزارة الثقافة بدمشق سنة 1978 م في قسمين،
كما حقَّق يحيى عبارة -أيضًا- الجزء الأول بقسميه ونشرته وزارة الثقافة
عام 1991 م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق