الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

تأخر النطق عند ابني


أ. أسماء مصطفى

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره سنتان وسبعة شهور، إلى الآن لا يتكلم غير كلمة (ماما)،
و(بابا)، وكثيرًا ما يتكلَّم بكلمات غير مفهومة.
يحب تصفُّح الكُتُب والمجلات والصحُف، وتركيب المكعبات،
ويحب اللعب بالكرة، ويتفاعل باللعب معي ومع والده، شديد التركيز
على التلفاز، وخصوصًا مشاهدة الإعلانات التجارية، وسماع الموسيقا
وبعض الأغاني والأناشيد، ويحب أيضًا مشاهدة قنوات الأطفال.
لا يستجيب لكلامي في معظم الأحيان؛ فإذا طلبتُ منه شيئًا؛
كفتْح الباب أو إحضار شيء لي، فلا يرضى ولا يستجيب لأمري.
إذا حاولتُ تعليمه لا يستمع لي، ولا ينتبه، وإذا جذبتُه مِن يده يصرخ،
ويتفلَّت مِن يدي، لا يحب أن يجبرَه أحدٌ على القيام بشيء.
إذا طلبتُ منه شيئًا وكان أمامه وأشرت له بيدي لا يستجيب أيضًا،
مثل أن أقولَ له: أعطني هذه الكأس، وأشير بيدي إلى الكأس ،
فلا يستجيب ويذهب عني.
إذا قلتُ له: صفِّق، يُصفِّق، وإذا شجعتُه وقلتُ له: شاطر، يبتسم وينفذ الأمر!
هو يحب الخروج كثيرًا مع والده، مع أنه متعلِّق بي كثيرًا، لا يُصافح
أي أحدٍ غيري أنا ووالده، لا يحب أحدًا أن يلمسه، ويتأثَّر بالأصوات
العالية جدًّا، لا يسمع كلامي إذا كان يُشاهد التلفاز.
أنا أشعر بالحيرةِ؛ لماذا يستجيب ويفهم بعضَ الأمور،
وبعض الأمور الأخرى لا يفهمها؟!
هو يحب التسلُّق كثيرًا في أيِّ مكان، ويحب الكتابة بالقلَم على الدفتر (يشخبط)،
ولكن لفترة وجيزةٍ، هو مسالِمٌ وغير عدواني على الإطلاق،
ولكنه غير اجتماعي، يسعد كثيرًا بوجود الأطفال، ولكن لا يلعب معهم،
إذا أطعمتُ طفلًا آخر أمامه يبكي، علمًا بأني وضعتُ مولودة جديدة
مِن أشهر معدودةٍ، ويبكي كثيرًا إذا وجدني أُطعِمها.
فهل طفلي يعاني مِن مشكلةٍ ما؟ وهل يُعاني مِن تأخُّرٍ في نموِّه
التطوُّري والإدراكي؟ وهل هو بحاجة إلى علاج؟

أرجو إفادتي والرَّد على رسالتي في أسرع وقتٍ ممكن،
ولكم منِّي جزيل الشُّكر والتَّقدير.

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الحبيبة، أتمنَّى أن تكوني في أحسن حال وأولادك الكرام،
أما بعدُ فقد قرأتُ رسالتكِ، وتفهمتُ حالة ابنكِ الذي يثير قلقكِ،
وأنا سعيدةٌ لاهتمامكِ برعاية أطفالكِ والاطمئنان عليهم.

لم تخبريني عنْ وقت ظهور هذه الصفات في ابنكِ, هل بدأتْ هذه الحالة
مع ظهور الابنة الجديدة - بورك فيها - أو إن شخصيته كما هي
مِن قبلُ ولادتكِ بالسلامة؟ فهذه نقطة مهمة نستنتج منها الكثير...
أولاً:
هل هو كثير الجلوس أمام التلفاز؟ وهل يمضي أكثر مِن ساعة يوميًّا أمامه؟
في حالة نعَم، فإنَّ هذا عامل كبير في وضعه الآن، فهو لم يعتد التفاعل
في المنزل، وفي هذه الحالة عليكِ باختيار برامج مُعينة مفيدة،
ومناسِبة مع سنِّه، من الممكن أن تكونَ تعليميَّة أيضًا ليُشاهِدَها،
والابتعاد عن الأفلام الكرتونية الضارَّة بشخصية الطفل.
وتقليل عدد ساعات المشاهدة إلى ساعة فقط يوميًّا, بالإضافة إلى
منْعِ النَّوم على التِّلفاز تمامًا؛ لأن هذا يُشَكِّل ضَررًا كبيرًا على الطفل.
أيضًا من المهمِّ أن تشتركي له في حضانة؛ ليتعلَّم الكثير مِن تجارب الحياة،
ومع الزُّملاء، ويُكَوِّن معارفَ وأصدقاء في جوٍّ بعيدٍ عن أسرتِه,
وأيضًا فهي مرحلة تعليميَّة مُناسبة لسنِّه، فتنمي مهاراته أكثر،
كما أنه من الممكن أن تغَيِّري طريقة أسلوبكِ معه، بدلًا من الأوامر
والنواهي جرِّبي أسلوبًا مختلفًا وغير مباشر؛ مثل إذا أردتِ أن يذهبَ
لوالدِه في أمر ما، فأخبريه (مَن سيسبق للذهاب إلى الوالد أنا أم أنت؟ هيا بنا نرى)
وهكذا، فبِهذه الطريقة يتشجَّع لسَماع الكلام بطريقةٍ جديدةٍ.
ثانيًا:
أنصحكِ بكثرة القراءة عن تطوُّرات الطفل في هذه المرحلة السنيَّة،
وكيفية التعامل معها، أيضًا احذري من اتِّباع أساليب تربويَّة خاطئة
في معاملتكِ معه؛ مثل: التدليل الزائد، وتلبية رغباته كلها مهما كانتْ هي،
والاستجابة السريعة له، والخوف الزائد عليه، أو القسوة المُفرِطة،
وليس معنى هذا أن ننقص مِن أهميَّة الدَّعْم العاطفي للأبناء!
أيضًا لا تُقابلي رفض الطفل لسماع كلامكِ بالانفعال والغضب،
لكن عليكِ أن تتفهَّمي معه، وتحْرِصي على إقناعه، وتشجيعه والصَّبر عليه.
اشغلي طفلكِ دائما بالشَّيء المفيد، وشاركيه اللعب، بل قومي بقراءة
القصص لطفلكِ، والشرح له عن الصور، مع محاولة انتقاء القصص
التي تكون بها قُدوة جيدة للطفل، وشاركيه اهتماماته،
وأيضًا جرِّبي معه أسلوب المنافَسة، ليتشجَّع أكثر.
بالنِّسبة لموضوع اللغة، استمرِّي في الكلام معه، وحكاية القصص،
وتوجيه الأسئلة له، حتى لو شعرتِ بأنكِ ساذجة لإجرائكِ محادثة مِن طرفٍ واحدٍ؛
فإنه مع الأيام سيفهمكِ، ويبدأ في الحديث معكِ بالتدريج، كرِّري المواضيع
والأسئلة نفسها، وفي أوقات مختلفة؛ لأنَّ الأطفال يحبون التَّكرار،
وسماع القصة مرات عديدة.

أخيرًا،
أنصحكِ بزيارة طبيبٍ نفسيٍّ مختصٍّ؛ للاطمئنان على قدراته،
وقياس الانتباه والتركيز لدى ابنكِ عن طريق القيام بالاختبارات اللازمة
لذلك، مع إعطائكِ طرقًا مناسبة للتعامُل مع هذه الحالة بوضوحٍ.
كما أني أنصحكِ بأن تُبعديه عن الموسيقا والأغاني وتبيّني له
أنها سيّئة بطريقة أو بأخرى حتى لا ينشأ على حبّها والتعلّق بها..
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق