الخميس، 13 سبتمبر 2018

ما المرض الذي تعاني منه والدتي؟

أ. عائشة الحكمي
السؤال

الأستاذة الفاضلة/ عائشة الحكمي - حفظكِ الله تعالى،
وأسأل الله لكِ التوفيق أينما كنتِ.

أكتب إليكِ وقد خنقتني العبرةُ مِن الحزن والألم الذي أشعر به،
فقد كثرتْ مشكلاتي، وبفضل الله استشرتكم في بعضِها،
وقد أجبتِ عنها، ونفذتُ الكثير منها - فجزاكِ الله خيرًا.

أمَّا مشكلتي الحالية فهي مشكلةٌ خاصة بوالدتي - حفظها الله -
ويبدو على ما قرأتُ أنها ربما تُعاني مِن أعراض مرض الفِصام.

فوالدتي تعتقد أن هناك أناسًا من أقاربنا قاموا بعمل سحرٍ لها،
فتقول: كلُّ مَن قام بعمل سحر لها سيُذبح يوم عيد الأضحى! وليس هذا فحسْب،
وإنما كل مَن سبَّب لها أي أذى، فسيشمله هذا العقاب!

ترى كذلك أنها ستُصبح خليفة المسلمين، وستقرأ رسالة يوم العيد،
وستُنفِّذ الأحكام التي حكمتْ بها على الناس، أشفقتُ عليها مِن كثرة ما تكتبُ،
فبدأتُ أكتب لها، لكني لاحظتُ أني بذلك أوافقها على أفعالها؛ فامتنعتُ عن ذلك!

حاولتُ أن أخرجها مِن الجو الذي تعيش فيه، فأخرجها في رحلات،
وأتكلم معها، محاولةً بذلك أن أُبعدَها عما تفعل.

أصبحتُ لا أنام خوفًا مِن أن تقتلني، فهي لا تشعر بما تفعل!

ذهبنا بها إلى مستشفى الأمل للصِّحة النفسيَّة، فأعطوها دواء سيرنيز ،
حفظتُ اسمه بالعربي، فرفضت استخدامه، ثم أخذت دواءً بديلًا له اسمه:
هالوبيريدول ، ولكننا لم نلحظْ تقدُّمًا في حالتها بعد استخدام هذا الدواء.

ذهبنا لمركز (مطمئنة) الطبي، فأعطوها عدة أدوية وهي:
• ﻻميكتال ﻻموتريجين 25ملجم.

• zyprexa olanzpine 5g.

ولكن وجدنا في تعليمات الدواء الأخير أنه خطَر جدًّا،
وربما يسبِّب الوفاة، فلم نعطِها منه.

هي حاليًّا تأخُذ دواء هالوبيريدول فقط، وأوقفنا جميع الأودية الأخرى،
ولكن ما زالت الهواجسُ مستمرة، وتأتي عليها بعض الأوقات التي تكون
فيها طبيعيَّة، فتشاركنا الحياة بشكلٍ طبيعيٍّ،
وأحيانًا تزيد النوبات بشكلٍ فظيع، خاصة أثناء النوم.

أرجو أن تساعديني أستاذة عائشة، فأنا والله أشعر بالأسى والحزن
على حالتها، فما اسم مرضِها؟ وما الأودية التي نسير عليها؟
فقد تأثرتُ أنا أيضًا بحالتها، ولا أنام مُطلقًا،
فهل تنصحينني بتناول دواء omega
لصحتي النفسيَّة؟

وجزاك الله خيرًا على مساعدتك لنا
الجواب
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان

غاليتي العزيزة، أعتذر بدايةً عنْ تأخُّر جوابي عليكِ، سامحيني أرجوكِ؛
إذ جعلتُكِ تنتظرين كلَّ هذا الوقت، راجية أن يصلكِ جوابي هذا وقد
صافحتْكِ ووالدتكِ العزيزة أكفُّ العافية، وكل عامٍ أنتم بخيرٍ.

سأفسِّر حالة والدتكِ النفسيَّة مِن وجهة نظر الأطبَّاء،
ثم سيأتيك رأيِّي فيه - إن شاء الله تعالى:
هالوبيريدول Haloperidol هو الاسمُ العلمي لعقار سيرنيز Serence،
فهما في الحقيقة اسمان لعقارٍ واحدٍ، يستعمل في علاج الأمراض الذهانيَّة؛
كالفِصام، وذهان الشيخوخة، والهَوَس، وهو ذو تأثيرٍ مهدِّئ،
وبهذا الدواء يتبيَّن تشخيص مرض والدتكِ العزيزة مِن وجهة نظَر الأطباء
في مستشفى الأمل للصِّحَّة النفسيَّة بأنها مُصابةٌ بمرضٍ ذهانيٍّ،
قد يكون الفِصَام أو الهوَس.

بالنِّسبة لتشخيص الأطباء في مركز مطمئنة، فبالنظر إلى الأدوية
الموصوفة لوالدتكِ العزيزة وهي:
• ﻻميكتال،Lamictal وهو الاسمُ التجاري لعقار ﻻموتريجينLamotrigine
، وهو مثبِّت للمزاج، ومُضاد للصرَع.

• زيبركساZyprexa، وهو الاسم التجاري لعقار أولانزابين Olanzapine،
وهو عقار مهدِّئ ينفع في حالة الفِصام، والاضطراب
الوجداني ثنائي القطبين (الهوَس والاكتئاب).

يرجح تشخيص حالة والدتكِ بالاضطراب الوجداني ثنائي القُطبَين،
حيث يتمِّم عقار زيبركسا مفعول لاميكتال؛ فيعملان معًا كمضادٍّ
ممتاز للهوَس (القطب الثاني من الاضطراب الوجداني).

ومع اختلاف الأشياء الموصوفة لوالدتكِ العزيزة، فهناك اتفاقٌ ضمنيٌّ
بين الأطباء على إصابتها بالهوَس، سواء كان جزءًا مِن الاضطراب الوجداني،
أم كان مرضًا ذهانيًّا مستقلًّا، وهو الأمرُ الذي أرجِّحه،
ففي اضطراب الهوَسMania يشعر المريضُ بالزهو والعظَمة،
وأنه المنقِذ الوحيد للعالم، أو المهدي المنتظر، أو كما تصف والدتكِ: بـــ
أنها ستصبح خليفةً للمسلمين ! عافاها الله - عزَّ وجلَّ.

أمَّا مسألة أنها تكون في حالةٍ طبيعية في بعض المرات؛ فذلك لأنَّ المرضَ
يأتي على هيئة نوبات، فحين تبدأ في ذِكر الرِّسالة تكون واقعة تحت آثار
نوبة الهوَس، وينبغي التزام الهُدُوء، وعدم توجيه النقْد أو السُّخرية
مِن أفكارها خلال النوبة، مع الالتزام التام بتناوُل الأدوية بشكلٍ منتظمٍ؛
كونها الحل الأمثَل لعلاج الأمراض الذهانيَّة التي تشمل
زمرةً من الأمراض العقليَّة، مِن بينها الهوَس.

أما أوميغا-3 فليس بدواء، وإنما هو مُكمِّل غذائي؛ كالفيتامينات والمعادن،
وهو عبارة عن حمض دهنيٍّ يستخلص عادةً من زيت السمك،
حتى إنك إذا تناولتِه، ثم تحللتْ في معدتكِ المادةُ الجيلاتينية التي
تغلِّف الكبسولة وتحفظ الزيت بداخلها، ستجدين طعم السمك
ورائحته في فمكِ، وهذه مِن عيوبها! لذلك لا تقلقي مِن شرائها،
وما دمتِ في الرياض، فاشتريها مِن فروعGNC،
حيث تتوافَر لديهم الجرعة الموَصَّى بها وهي mg1000.

ومن المصادر الأخرى لأوميغا3:
• بذور الكتَّان.

• الجوز (عين الجمل).

• سمك السلمون.

• الإسكالوب.

فإن لم تتمكَّني مِن شرائها في شكلها الصيدلاني كبسولات زيتية ،
فأكثري مِن تناول الجوز مع شرب شاي البابونج؛
فله مفعولٌ مهدئ ومُرخٍ للأعصاب - بإذن الله تعالى.

سائلةً المولى القدير باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب،
وإذا سُئل به أعطى، أن يلبسَ والدتكِ العزيزة ثوب السلامة، مبطنًا بالعافية،
وأن يجعلَ علتها ماحيةً لذنوبها، مضاعفة لثوابها، وأن يجري نفع الأدوية
في بدنِها وعقلها كما يجري ماء الربيع في الأغصان وأوراق الورد،
وأن ييسرَ لكِ أمركِ، ويكشفَ عنكِ ما أهمكِ، ويحققَ أمانيكِ
ببركِ بأبويكِ، عاجلًا غير آجلٍ، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمدُ لله كما هو أهله

وصلى اللهُ على محمدٍ وآله، وسلم تسليمًا كثيرًا
منقول للفائدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق