الأحد، 12 مايو 2024

طلاق بعد 25 سنة زواج.. ليه؟ 3

طلاق بعد 25 سنة زواج.. ليه؟ 3

توتر وعصبية

د.وليد هندي استشاري الصحة النفسية يقول: يوم بعد يوم يتم الاهتمام بالرعاية الصحية

للمسنين سواء نفسية او جسدية وبالتالي طال عمر المسنين وكثر عددهم .

وطالما طال عمر المسن تنسحب عليه مشاكل المجتمع. ففي نهاية عام 2050 سيكون

من بين كل ستة افراد بينهم واحد مسن. وعلي رأس المشكلات التي يواجهها المسنون هي الطلاق.

فطبقا لأحدث الاحصائيات المصرية وجدوا أن نسبة الطلاق بين المسنين وصلت

إلي 10.4% وهي اعلي نسبة حدثت بين المسنين في المجتمع المصري.

أضاف: من أهم الأسباب لهذه الظاهرة ان الانسان كلما تقدم به العمر زاد عنده

التوتر والعصبية ويفقد ثباته الانفعالي. والتحكم في تصرفاته. ويكثر غضبه ويفتقد

فنيات التحكم في الغضب ويلجأ للطلاق كنوع من الاندفاعية والغضب.

كما أن كبير السن يحدث له احيانا تصلب في شرايين المخ الضعيفة المتحكمة

في اتخاذ القرارات. وبالتالي تكون قراراته انفعالية احيانا بعكس ما هو شائع من ان

كبار السن يكونون اكثر رسوخا وحكمة. وبالتالي مع أي موقف خلافي يلجأ للطلاق.

تعويض ما فات

قال: هناك بعد اخر نفسي يجب وضعه في الاعتبار وهو ان الانسان عندما يستشعر

دنو الأجل واقتراب ازهاق الروح يحاول ان ينهل من كل مترادفات السعادة

ويخفف الضغوط عنه ويري ان الاسرة بها كم كبير من الضغوط عاني منها كثيرا

ويحاول التخلص منها بعمل ازاحة لهذه الضغوط لمجرد الشعور بالحرية بالطلاق.

ويضاف لذلك ان هناك رجالا كثيرين افنوا حياتهم في سبيل الاسرة والابناء

وفي سن الشيخوخة يجد نفسه قد ادي رسالته تجاه اسرته واولاده ويري ان

من حقه ان يعيش ويعوض ما فاته خاصة اذا كانت حالته المادية ميسورة

وتكون لديه رغبة في الزواج الثاني للتعويض.

أشار الي أن المرأة مع تقدم السن وانقطاع الطمث قد تزهد الزوج فتتبلد المشاعر

بينهما وهذا يولد نوعا من الجفاء والخرس الزواجي وعدم المشاركة الوجدانية.

ويعيش الاثنان في بيئة تفتقد للدفء. وقد تلجأ المرأة نفسها للخلع.

كما أن الاستقواء بالابناء وانحيازهم لأحد الوالدين يصيب الأخر بالخذلان

ويكون اول قرار له هو الانفصال. كما أن مؤشر ارتفاع نسبة الاكتئاب

لدي كبار السن مهم جدا. فالمكتئب تكون كل قراراته اكتئابية.

وبناء عليه فان اصابة المسن بالاكتئاب بسبب الزهق والملل واليأس

وفقدان عزيز لديه او تراكم الامراض عليه تجعله يائسا من الدنيا ومكتئبا ويكون قراره هو الطلاق.

أكد أن هذه المشكلة كبيرة وتحتاج للوقوف عندها للبحث عن حلول لها وكيف نعطي للمسنين

فنيات التعامل مع الغضب ونكشف لهم علامات الاكتئاب والغضب لتجنب ما يترتب عليها من اثار

. وكيف نعلم الزوجين أن الزواج في هذه المرحلة يسمي زواج الونس وليس زواج الجسد

. فالرجل والمرأة يحتاجان لمن يشاركهما الفكر والروح والكلام وليس جلوس الرجل يقرأ الصحف

وتجلس المرأة تشتغل في التريكو كايام زمان. أو انشغال كل منهما عن الاخر بالموبايل.

وليس الحديث عن مشاكل الابناء فقط.. فالرجل والمرأة يحتاجان إلي تجانس الارواح

وتجديد دوافع الحياة واساليب التواصل بينهما وتقوية العلاقة بينهما واستعادة الذكريات الجميلة بينهما.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق