الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

الصحة و الفراغ ثروات متاحة فهل من مشمِّر

 
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:
 قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم
 
( نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصِّحَّة والفراغ )
 ( رواه البخاري برقم 6412 ).
 
راوي الحديث هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، كان يسمى الحبر
والبحر لكثرة علمه وحِدَّة فهمه، ولد عام الشِّعب قبل الهجرة بثلاث سنين،
وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين[1].
 
في هذا الحديث الشريف يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن نعمتين
من أجلِّ النِّعم التي وهبنا الله تعالى، ألا وهما نعمة الصحة التي بها
يستطيع الإنسان أداء الأعمال الهامة، ونعمة الفراغ التي يستطيع
 الإنسان ملأها بكل مفيد.
ومع أن هاتين النعمتين متاحتان لكثير من الناس، إلا أن التفريط فيهنّ
سمةٌ بارزةٌ لكثيرٍ منهم، ولو أنهم عرفوا أهمية هذه النعم وعملوا
على توظيفها فيما أراده الله تعالى لزادت نِسبُ النجاح والتميز بين أفراد المجتمع.
 
والنعمة الأولى هي الصحة،
 وهي نعمة لا ينتبه لها المرء غالباً إلا عند السقم، فالكيِّس من اغتنم هذه
الصحة، وسخّرها للعمل بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
 
وأما النعمة الثانية فهي نعمة الفراغ
 وهو الوقت الذي أتاحه الله تعالى للعبد ليعمل فيه قبل أن يعمل الوقت فيه،
فكلُّ يومٍ يمرُّ يأخذ يوماً من عمر ابن آدم،
 
 يقول عمر بن عبد العزيز
" إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما "[2].
 
وما المرءُ إلا راكبٌ ظهرَ iiعمرِه        على سفَرٍ يُفْنِيِه باليومِ والشهرِ
يَبيتُ ويُضْحِـى كـل يـومٍ iiوليلـةٍ        بعيداً عن الدُّنيا قريباً إلى iiالقبرِ
 
والناس متفاوتون في القدر الذي يستفيدون فيه من أوقاتهم، فمنهم
من يغتنم من وقته شيئاً يسيراً، ومنهم من يقتله باللهو والعبث،
 غير أننا لو نظرنا إلى شريحة المتميزين من البشر لوجدنا أنهم جميعاً
يهتمون بالوقت اهتماماً بالغاً، ويحسنون توزيعه وإدارته،
فهو رأس المال الذي إن ذهب فإنه لا يعود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق