الأربعاء، 31 أغسطس 2016

الْعدْل وَالْفضل

الْعدْل وَالْفضل  
 
يرْوى عَن بعض الْحُكَمَاء أَنه قَالَ
 
[ طَرِيق الْآخِرَة وَاحِد وَالنَّاس فِيهِ صنفان
 فصنف اهل الْعدْل وصنف أهل الْفَضل ]
 
الْعدْل وَالْفضل  
 
طَرِيق الْعدْل طَرِيق الاسْتقَامَة وَطَرِيق الْفضل طَرِيق طلب الزِّيَادَة
وَالَّذِي على النَّاس لُزُوم الْعَمَل بِهِ طَرِيق الاسْتقَامَة
 وَلَيْسَ عَلَيْهِم لُزُوم طَرِيق الْفضل وَالصَّبْر والورع مَعَ الْعدْل
 وهما واجبان والزهد والرضى مَعَ الْفضل وليسا بواجبين
والانصاف مَعَ الْعدْل والاحسان مَعَ الْفضل
وَمن شغله الْعدْل عَن الْفضل فمعذور
 وَمن شغله الْفضل عَن الْعدْل فَهُوَ مخدوع مُتبع لهوى نَفسه
وعَلى الانسان معرفَة الْعدْل وَلَيْسَ عَلَيْهِ معرفَة الْفضل إِلَّا تَبَرعا
وَهَكَذَا كل عمل لَا يجب على العَبْد فعله لَا يجب عَلَيْهِ علمه  


صِفَات أهل الْعدْل  
 
لَا يكون العَبْد من أهل الْعدْل إِلَّا بِثَلَاث خِصَال :

·       بِالْعلمِ حَتَّى يعلم مَا لَهُ مِمَّا عَلَيْهِ
·       وبالفعل
·       وبالصبر
 
 فمفتاح الْعدْل واولاه بِالْعَبدِ واوجبه عَلَيْهِ ان يعرف قدر نَفسه
 فَلَا يكون لَهَا عِنْده قدر فَوق منزلتها وان الشّبَه سَرِيرَته عَلَانِيَته
 وأحزم النَّاس فِيهِ واقربهم مِنْهُ مأخذا المراجع لنَفسِهِ
 فِي كل خطرة تهواها نَفسه أَو تكرهها فَينْظر فِي ذَلِك
ان لَو اطلع النَّاس على حَالَته هَذِه فاستحيا أَو كرهها
تحول من تِلْكَ الْحَالة الى حَالَة لَا يستحيا مِنْهَا فَإِن الَّذِي لَا يستحيا مِنْهُ
 ضد الَّذِي يستحيا مِنْهُ فَإِذا تحول وَاسْتمرّ فَلْينْظر
فَإِن اشتهت نَفسه أَن يطلع النَّاس عَلَيْهِ تحول مِنْهُ
الى مَا لَا تشتهيه نَفسه فَإِن الَّذِي تشتهيه ضِدّه
 فَيكون أبدا فِي ضد مَا تشتهيه نَفسه  
 
فوائد من كتاب آداب النفوس
 للحارث المحاسبي
 +

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق