الأحد، 24 ديسمبر 2017

القناعة والتعفف


علمني الإسلام أن أكون قانعًا، عفيفًا، مقتصدًا في المعيشة والإنفاق،

لا أسأل من غير ضرورة، فإن ( اليد العليا خير من اليد السفلى )

و ( من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله )

كما في الحديث المتفق عليه .

وإن القناعة والعفاف تدلان على نفسٍ طيبةٍ كريمة، وعدمهما يدل

على طمعٍ وجشع... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى

مثل هذا عندما يعطي أو يمنع، فهو يقول كما في البخاري :

( والله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي

أعطي، ولكني إنما أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع

والهلع، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغني والخير ) .

والقانع العفيف من الصنف الذي يحب العمل والإنتاج، والمشاركة في

أعمال الخير، ويتوكل على الله، فيبارك له فيه، فتطيب نفسه،

ويتفاءل ويهنأ، بعكس السائل الذي لا ينتهي طعمه إلى حد، فيكون

جزعًا، منقبضًا، بخيلًا، ترى الفقر بين عينيه .

والسؤال صفة ذميمة لا يلجأ إليها سوى ضعاف النفوس، إلا عند

الحاجة والضرورة القصوى، وما عدا ذلك فهو سحت، أي حرام،

وإن الذي يسأل الناس وهو مكتفٍ فإنما يتاجر بالنار،

كما في حديث مسلم :

( من سأل الناس تكثرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقل أو فليستكثر )

معناه أنه يعاقب بالنار، ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأن الذي

يأخذه يصبر جمرًا يكوى به، كما ثبت في مانع الزكاة، أفاده النووي

في شرحٍ مسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق