الأربعاء، 3 يناير 2018

الساعة البيولوجية تحدد أفضل أوقات المذاكرة والمراجعة للامتحانات (1)


أيام الامتحانات الامتحان أزمة نفسية...

سواء كان الممتحن طفلا أم كبيرا



مع اقتراب أيام الامتحانات تعلن حالة الطوارئ داخل كل بيت وتبدأ

معها حالة من القلق النفسي والتوتر العصبي تنعكس اثارها

على افراد الاسرة كلها.

والمناخ النفسي الذي يصاحب ايام الامتحانات والطقوس التي تعودنا

ان نعدها لهذه العملية مثل وضع الطلبة في أماكن فسيحة ووفق

نظام معين وحالة من الخوف والترقب التي تنتاب الطلبة والحالة

النفسية والذهنية التي تصيبهم، كل هذه العوامل تجعل من الامتحان

ازمة نفسية سواء كان الممتحن طفلا ام كبيرا.



ولقد اقر المسؤولون عن الامتحانات والتقييم في وزارات التربية في

العالم العربي بسلبية نظام الامتحانات في المدارس العربية ذلك لان

ما يتبقى في ذهن الطالب بعد اسبوع فقط من نهاية الامتحانات لا

يتعدى 22 في المئة فقط مما كانوا يعرفونه ليلة الامتحان.



وقد حدد المسؤولون عن الامتحانات والتقييم ابرز سلبيات التعليم في

عالمنا العربي وذلك في المؤتمر العربي الاول للامتحانات والتقويم التربوي.



وتؤكد الدراسات التربوية والنفسية ان الاختبار الشفهي يجب ان يشكل

الجزء الاكبر من عملية التقييم وذلك حتى يتدرب الطفل على التعبير

عن نفسه بطريقة افضل ولمساعدته على في التواصل مع الآخرين.



وأيضا لأن المقابلة الشخصية في الامتحان الشفهي تساعد في

اظهار الجانبين الاجتماعي والنفسي للطالب.

والثابت ان العصر الحديث يقوم على كيفية استخدام الانسان للمعلومات

وليس امتلاكها وحسب ولهذا فإن التفوق الذي نراه بين الطلبة هذه

الايام هو تفوق زائف.

عزيزي القارئ عزيزي الطالب نتقدم اليك بوصفة طبية سنوية

متجددة للنجاح والتفوق والتغلب على التوتر والقلق والسرحان

والاجهاد اثناء المذاكرة والمراجعة استعدادا لاداء الامتحانات،

كذلك تتضمن هذه الوصفة الطبية تحديد افضل اوقات المذاكرة

والمراجعة وذلك من خلال معرفة ايقاع الساعة البيولوجية في اجسامنا.

وتعتمد هذه الوصفة الطبية في الاساس على ان مضادات الاكسدة

«antioxidants» الموجودة في الخضراوات والفاكهة الطازجة تقوي

الذاكرة وتزيد القدرة على الاستيعاب والحفظ وذلك عن طريق تنشيط

خلايا المخ والجهاز العصبي.

كذلك تتطرق هذه الدراسات الى اغذية المخ التي تزيد من الذكاء

والقدرة على الاستيعاب والفهم وتقوي الذاكرة.

وتؤكد هذه الدراسة ان ليلة نوم هادئة تتيح تذكر اكبر قدر من المعلومات

تفوق مايحصله الطالب بالسهر كذلك فإن تناول وجبة الافطار مع

عصير البرتقال تساعد على زيادة التركيز والانتباه والاستيعاب.



من الثابت علميا والمعترف به طبيا الآن ان الانسان مبرمج

بالفطرة للقيام بالمهام الاكثر صعوبة ودقة خلال الفترة الصباحية

التي تلي النوم الهادئ الا ان الكثيرين يخرجون عن هذا المبدأ،

اذ يستيقظون متأخرا وهم يشعرون بالكسل ولا يستعيدون

نشاطهم الا بعد ساعات.

وهؤلاء يضعون اللوم في الغالب على ضغوطات الحياة او

حالة الطقس وغيرها من المسميات غير المنظورة.



ما الساعة البيولوجية؟



رغم ان الدراسات التي تأخذ بعين الاعتبار هذه الحالة الشائعة وما

يرافقها من تأرجح بين الشعور بالكسل والخمول من جهة والنشاط

والحيوية من جهة اخرى الا ان التقارير أكدت على انه في داخل

كل منا ساعة بيولوجية او نظام آلي خفي يضبط ايقاع يومنا

بالتزامن مع تأرجح مستوى الهرمونات التي تفرزها اجسامنا خلال اليوم.



ونظرية الساعة البيولوجية او ما يعرف بالايقاع النمطى اليومي

اكتشفت في اواخر السبعينات وذلك من قبل فريق من العلماء في

«جامعة مانسيستر» الاميركية بقيادة العالم «الدكتور جيم واترهوس».

وتعلن هذه الساعة بداية اليوم ما بين الساعة الخامسة والسابعة

صباحا وذلك مع ارتفاع مستوى الهرمون المحفز للنشاط

«الكوريتزول».

ويترافق ذلك مع زيادة افراز الجلوكوز «سكر الدم»

ما يؤدي إلى شحن الجسم بالطاقة وينبه الوعي. هنا تختلف الاراء

في تحديد توقيت مراحل النشاط والكسل اثناء اليوم هذا مع العلم

ان النظرية اثبتت ان النشاطين الجسدي والفكري يبلغان

اوجهما خلال ساعات الصباح الاولى.

ولا يلبثان ان يتدنيا ما بين الواحدة والرابعة عصرا ليرتفعا مجددا

وصولا إلى القمة مرة اخرى نحو السادسة مساء بعدها تبدأ الغدة

الصنوبرية التي تقع في وسط المخ بافراز هرمون «الميلاتونين»

الذي يزودنا بالنعاس تدريجيا وذلك ما بين التاسعة والعاشرة ليلا.



مراكز المخ التي تنظم إيقاع اليوم



اكتشف علماء البيولوجيا الزمنية وجود مركزين في المخ مسؤولين

عند تنظيم هذه الساعة وهما النواة فوق التصالب البصري والغدة الصنوبرية.

النواة «فوق التصالب البصري- Supra aptic ahyasma- chyasma»

ساعة الجسم الرئيسية وصانعة الايقاع اليومي وهي عبارة عن مجموعة

من الخلايا العصبية بالمخ ويبلغ عددها نحو عشرة آلاف خلية وتقع في

منطقة ما تحت المهاد «الهيبوثلامس Hypoth alamus»،

«فوق الكيازما البصرية - Optic Clyasma».

أي التصالب البصري خلف العينين بنحو ثلاثة سنتيمترات واصابة

هذه النواة بالتلف يتسبب في فقدان الايقاع اليومي للنوم والاستيقاظ.

اما الغدة الصنوبرية «Pineal gland» فهي مركز انتاج

الميلاتونين ذلك الهرمون الذي يلعب دورا مهما في وظائف

انشطة الجسم المختلفة خصوصا تنظيم الدورة الليل نهارية

ويفرز اثناء الليل والانسان نائم».



وترتبط النواة فوق التصالب البصري بالغدة الصنوبرية عن طريق

ممر من شبكية العين إلى غدة ما تحت المهاد يسمى القناة الشبكية

تحت المهادية يوصل المعلومات عن دورة النوم والظلام إلى النواة

فوق التصالبية ومنها تنقل الاشارات العصبية إلى الغدة الصنوبرية

وهذه الاشارات تفرز انتاج الميلاتونين.

وحينما تتوقف هذه الاشارات في المساء يزول التثبط عن الغدة الصنوبرية

ما يجعلها تعاود افراز الميلاتونين الذي يبدأ تدريجيا في جلب

النوم والاسترخاء مع حلول الظلام.

ومن خلال هذا الشرح لكيفية عمل ساعتنا البيولوجية التي تعمل

آليا لتخضع نمط يومنا لحاجات وظائفنا الحيوية واختلاف

مستويين الطاقة والحيوية طبقا لساعات ووقت النهار.

تفاعلات الحيوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق