الأربعاء، 3 يناير 2018

معاهدات الرسول صلى الله عليه وسلم

ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته يحبُّ الحروب

أو يشتهيها، وإنما كان يجعلها آخر الدواء؛ ومن ثمَّ حفلت حياته

صلى الله عليه وسلم بكل ما يمكن أن يمنع الحرب أو يُخَفِّف وتيرتها،

وكان من هذه الأمور المعاهدات والاتفاقيات.


لقد عاهد الرسول صلى الله عليه وسلم في فترة رسالته كلَّ الطوائف

التي يُمكن للمسلمين أن يُعاهدوها مستقبلاً؛ فقد عاهد اليهود والنصارى

والمشركين؛ حتى يُعَلِّمَنَا كيف تكون المعاهدات، وما أصولها؛ مثل: كيف

نصوغ المعاهدات للحفاظ على مصالح الإسلام والمسلمين، وما التنازلات

التي يُمكن تقديمها لإتمام المعاهدة، وما الذي لا يُمكن التنازل عنه،

ووجوب الوفاء بالمعاهدات، ومتى يمكن اعتبار المعاهدة ملغاة. كلُّ هذا

علَّمه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في سيرته العطرة.


وسنجد أنه ليس هناك في مجال المعاهدات السياسية في التاريخ والحاضر

أرقى من معاهداته صلى الله عليه وسلم ، ولا أكثر عدلاً وإنصافًا ووفاءً،

بل وبِرًّا مع المعاهِدِين.


من هنا وجب علينا أن ندرس معاهدات الرسول صلى الله عليه وسلم

ليَتَبَيَّن لنا وجه جديد من أنصع وجوه السيرة النبوية -وكلها ناصع-

ولنقتديَ برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا

كما أمرنا الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق