الاثنين، 1 أغسطس 2022

الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن (20)

الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن (20)


ومن ذلك – أي: من تلك الحقوق – الدعاء لمَنْ ولاَّه الله جلَّ وعلا الأمر .

يقول البربهاري رحمه الله ناصر السنة إمام من أئمة السنة والجماعة في
كتابه السنة , وهو مطبوع موجود ؛ يقول : إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان ؛
فعلم أنه صاحب سنة , وإذا رأيته يدعو على السلطان ؛ فعلم أنه صاحب بدعة

والفضيل بن عياض كان يدعو كثيراً للسلطان في وقته , ونحن نعلم ما كان
من سلاطين بني العباس في وقتهم من أمور , كان يدعو لهم كثيراً ؛ قيل له :
تدعو لهم أكثر من دعائهم لنفسك ؟! قال : نعم ؛ لأنني إن صلحت فصلاحي
لنفسي ولمَن حولي , وأما صلاح السلطان ؛ فهو لعامة المسلمين .

ولهذا ؛ مَن أراد صلاحاً عاماً في المسلمين ؛ فليعلم الله من قلبه أنه يدعو
مخلصاً في أن يصلح الله جلَّ وعلا مَن ولاَّه الله على المسلمين , مَن ولاَّه الله
أمر المسلمين , وأن يوفِّقه إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فإننا
لا نرجو ولا نطمع في أكثر من أن يكون الهدى والعمل بالكتاب والسنة ,
والقلوب بيد الله جلَّ وعلا , هو الذي يقلبها.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق