الخميس، 4 مايو 2017

السمنة


إن تعريف الإنسان المصاب بالسمنة، هو الإنسان الذي يملك أنسجة دُهْنِية

زائدة وقيمة مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديه فوق 30. إن مؤشر كتلة

الجسم عبارة عن مؤشر يقيس الوزن مقارنة مع الطول. قد تكون

للأنسجة الدهنية الزائدة، عواقب صحية وخيمة مثل السكري،

ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهنيات في الدم.

إن السمنة هي واحدة من الحالات الطبية الأكثر شيوعًا في المجتمع

الغربي اليوم، وأكثرها صعوبة من ناحية علاج السمنة والتصدي لها.

لم يتم، نسبيًّا، تحقيق سوى تقدم ضئيل في علاج السمنة (باستثناء تغيير

نمط الحياة)، ولكن تم جمع العديد من المعلومات بخصوص العواقب

الطبية لحالة السمنة.

اسباب وعوامل خطر السمنة

لقد كانت السمنة حتى وقت قريب مرتبطة بنمط حياة كسول (يعتمد على

الجلوس) واستهلاك زائد للسعرات الحرارية بشكل متواصل. ولكن اليوم،

معروف بأن اسباب السمنة هذه مهمة، ولكن هناك أيضًا عوامل وراثية

مختلفة تلعب دورًا في حدوث السمنة.

كدليل على ذلك، لدى الأطفال بالتبني نرى نمط سمنة يماثل النمط الذي

نراه لدى والديهم البيولوجيين، أكثر من ذلك الذي نراه لدى والديهم

المتبنيين. كما أظهرت الأبحاث بالتوائم المتطابقين، وجود تأثير للعوامل

الوراثية على مؤشر كتلة الجسم أكبر من تأثير العوامل البيئية عليه.

إن التقدير هو أنه يمكن أن يعزى سبب ما بين 40 % - 70 % من

السمنة لعوامل وراثية مختلفة، وليس للعوامل البيئية أو نمط الحياة.

كما أظهرت الأبحاث على الفئران، وجود 5 جينات مرتبطة بالشهية، هذه

الجينات هي التي تؤدي الى السمنة. إن هذه الجينات متواجدة أيضًا لدى

البشر. إن أحد العوامل الوراثية الأساسية في السمنة،

هو هورمون الليبتين (Leptin).

يُعتقد اليوم، أن السمنة هي مزيج من جينات معينة وليست فقط نتيجة

لوجود خلل في جين واحد. إن الزيادة في السمنة في العقود الماضية،

تعزى بالأساس للتأثير البيئي مثل نمط الحياة والعادات الغذائية.

مضاعفات السمنة

ترتبط السمنة بارتفاع معدلات الوفيات والمرض.

يوجد هناك عدد كبير من الأمراض التي تكون أكثر شيوعًا عند الأشخاص

الذين يعانون من السمنة، ارتفاع ضغط الدم، داء السكري من النوع 2،

ارتفاع مستوى الدهنيات في الدم، مرض في الشرايين التاجية، وأمراض

المفاصل التَّنَكُّسِيَّة والاضطرابات النفسية - الاجتماعية.

تجدر الإشارة، إلى أن المرضى الذين يعانون من السمنة، غالبًا ما يعانون

أيضًا من متلازمة الأيْض (Metabolic syndrome) التي تشمل 3

أو أكثر من الأعراض التالية: محيط بطن كبير، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع

مستوى الدهنيات في الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الصوم،

ومستويات منخفضة من HDL (انخفاض مستويات الكولسترول الجيد).

بالإضافة إلى ذلك، هناك صلة للسمنة بالأمراض التالية: سرطان الأمعاء،

المبيض والثدي، حدوث الصِّمات (Emboli) وفرط الخُثورية

(Hypercoagulability)، أمراض الجهاز الهضمي (أمراض كيس

المرارة والحرقة) واضطرابات جلدية مختلفة.

تكون النساء اللواتي يعانين من السمنة أثناء الحمل، أكثر عرضة لخطر

حدوث مضاعفات الولادة والحمل.

يعاني البدناء أكثر من أمراض الرئة واضطرابات الغدد الصماء

(Endocrine disorders) المختلفة، مثل انقطاع النفس أثناء النوم

(Sleep apnea) واضطرابات في إفراز الهورمونات.

تشخيص السمنة

كما ذكر مسبقًا، فإن السمنة مُعَرَّفَةٌ كأنسجة دُهنية زائدة. يعتبر قياس كمية

الدهون في الجسم بشكل دقيق، أمرًا معقدًا وبحاجة لتقييم مهني.

على الرغم من ذلك، يمكن عن طريق عمل فحص جسماني بسيط، الكشف

بسهولة عن وجود دهون زائدة. يزودنا مؤشر كتلة الجسم (BMI)

بتقدير جيد نسبيًّا، لكمية الأنسجة الدهنية (لدى الأشخاص الذين

لا يكونون ذوي بنية عضلية كبيرة جدًّا، مثل رياضيي كمال الأجسام

المحترفين). يُحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوجرامات

على مربع الطول بالأمتار.

دلالة قيم مؤشر كتلة الجسم:

18.5-24.9- وزن طبيعي.

25-29.9- وزن زائد.

30-34.9- بدانة من الدرجة 1.

35-39.9 بدانة من الدرجة 2.

أكثر من 40 تعني السمنة المفرطة.

إن السمنة العلوية (السمنة المركزية)، أي تراكم الدهون الزائدة

في منطقة البطن، وفوق الخصر (محيط البطن أكثر من 102 سم لدى

الرجال وفوق 88 سم لدى النساء)، هي ذات أهمية طبية أكبر من السمنة

السفلى، أي تراكم الدهون الزائدة في الأرداف والفخذين.

الأشخاص الذين يعانون من السمنة العلوية، عرضة أكثر لخطر الإصابة

بمرض السكري، السكتة الدماغية وأمراض الشرايين القلبية والوفاة

المبكرة، نسبةً للأشخاص المصابين بالسمنة السفلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق